سؤال ، ولم ينجحوا تماما من الناحية الروحية في عرض الخلافة (أَتَجْعَلُ فِيها) ولكنهم على أية حال سجدوا لله احتراما لأمره ، وتعبدا له على إمره.
وهنا يظهر الموقف لتكرار (مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) انه عرض حاله الجسمي للملائكة ، وقبله عرضها لكافة المكلفين في هذه الإذاعة القرآنية ، وفي حجة عاذره لإبليس في ترك السجدة! : (لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) ، إذا ففي هذا المكرر امتحان للملائكة وامتهان لإبليس.
(فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ)(٢٩).
وهنا قد يجبر «من روحي» على أية حال ، ظاهر رداءة الروح لتلك الخلافة وهذه الظاهرة الجسمية ، وانا لا أدري لما سأل الملائكة بعد (أَتَجْعَلُ فِيها ..) والروح «من روحي» كافيا في التدليل على محتد هذه الخلافة.
فقد تكون (إِنِّي خالِقٌ) قبل (إِنِّي جاعِلٌ) والسجدة بينهما ، فهم ـ إذا ـ ناجحون في امتحان السجدة لبشر من صلصال من حمأ مسنون عرضا للحالة البدنية الفعلية والروحية ، حيث ينظرون بنور الله الى روح الله «روحي» المنفوخة في آدم دون ان تصدهم طينته النتنة عن ان يسجدوا له ، وواقفون في امتحان عرض الخلافة بعد السجدة حيث حيرهم ذلك الجعل مع تلك السابقة السوء من المستخلف عنهم ، وقد جهلوا إمكانية التفاوت بين الخليفة والمستخلف عنه.
قال : (إِنِّي خالِقٌ) قبل خلقه ، ثم (إِنِّي جاعِلٌ) بعد خلقه والسجود له ، وكما نتلمح من الجعل مركبا انه جعل ما خلقه خليفة ، ولا نرى الأمر بالسجدة في آيات الخلافة ، بل (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ..) بعدها قد تدل على اختلاف الموقفين.