على نور ، وكما هو الواقع في الملاحم الغيبية القرآنية على مدار الزمن وغائر التأريخ بمستقبله وحاضره وغابره.
فالخليّة الاولى لنشوء الإنسان لا تزال عبر التاريخ والأعصار الخالية ، تنتقل بين الخيالات ، خافية ليس يزعم أحد انه اهتدى إليها سبيلا ، وكما تتخبط النظريات حول الحياة ، على حين يفسرهما القرآن التفسير المجمل الواضح البسيط : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ)!.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) ومن قبل :
(وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ)(٢٧).
فحين لا يدري الإنسان كيف خلق من صلصال وهو يعيش نفسه ، كيف له ان يدري كيف خلق الجان من قبل من نار السموم ، وهو لا يعيشه ولا يراه؟ إلا ان يدريه الله إياه كما أدراه.
وكما الإنسان هناك هو الاول دون نسله ، كذلك الجان هنا ، وقد يشهد «من قبل» حيث الأنسال منه هي المخلوقة في مثلث الزمان ، لا ـ فقط ـ من قبل.
والشيطان الذي هو من الجان ـ (كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ) (١٨ : ٥٠) ـ إن له ذرية بالولادة فأين هنا (نارِ السَّمُومِ) ام (مارِجٍ مِنْ نارٍ) (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) (٥٥ : ١٥) والقول بالفصل بين إبليس وغيره من الجن في نسل الذرية قول غير ذي فصل.
فهنا اصل الجان (نارِ السَّمُومِ) وفي الرحمن (مارِجٍ مِنْ نارٍ) والمارج