وسلاليم يستمع فيها الى الملأ الأعلى : (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٥٢ : ٣٨) (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ) (٣٧ : ٨).
وأبواب يصّعّد منها الى مسارح الوحي ومصارحه في السماء ، رؤية وسماعا (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ..).
فلو انهم عرجوا في هكذا باب ، ورأوا ما يرى من عالم الغيب شاهدا على حق الوحي ومنه الملائكة (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) من تسكير السّكر ، او السّكر : الصّد ، فهي على أية حال لا ترى الحقيقة كما هيه ، لا فحسب أبصارنا (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) في العروج والدخول والخروج وإبصار العجائب كالملائكة ، سفسطة امام الواقع المحسوس الملموس ، حيث الكفر والنكران سالك في قلوبهم المقلوبة ، فهي حالكة (١) هالكة لا تكاد تعرف الحقيقة كما هيه.
فإذا هم ينكرون ويكابرون في المحسوس الذي لا يكابر فيه اي حيوان ، فبأحرى ان يكابروا في غير المحسوس ، وقد يكفي تصورهم هكذا لتبدو مكابرتهم السمجة الهمجة ويتجلى عنادهم المزري المغري ، ويتأكد ان لا جدوى في جدالهم ، فما عذر (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) عذرا حيث لا يصدقونهم لو فتح عليهم باب من السماء فرأوا الملائكة ، حيث يقولون (إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ).
ومن ذلك المشهد المنكور ـ لو فتح عليهم باب من السماء ـ الى مشاهد ملموسة وسواها من السماء ، يفتح علينا منها أبواب ، ومن الأرض
__________________
(١) شديدة السواد ، فهالكة عن كونها قلوبا انسانية.