عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان الناس يستنجون بثلاثة أحجار ، لأنّهم كانوا يأكلون البسر (٢) ، فكانوا يبعرون بعراً ، فأكل رجل من الأنصار الدبا (٣) ، فلان بطنه ، فاستنجى بالماء ، فبعث إليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : فجاء الرجل وهو خائف ، يظنّ أن يكون قد نزل فيه شيء (٤) يسوؤه في استنجائه بالماء ، فقال له : هل عملت في يومك هذا شيئاً ؟ فقال له : نعم يا رسول الله ، إنّي والله ما حملني على الاستنجاء بالماء إلّا أنّي أكلت طعاماً فلان بطني ، فلم تغن عني الحجارة شيئاً ، فاستنجيت بالماء ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هنيئاً لك ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد أنزل فيك آية ، فأبشر ( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (٥) فكنت أوّل من صنع هذا ، وأوّل التوّابين ، وأوّل المتطهّرين .
[ ٩٤٥ ] ٦ ـ وفي ( الخصال ) : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسين بن مصعب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : جرت في البراء بن معرور الأنصاريّ ثلاث من السُنن : أمّا أولهن فإنّ النّاس كانوا يستنجون بالأحجار فأكل البراء بن معرور الدبا ، فلان بطنه ، فاستنجى بالماء ، فأنزل الله فيه : ( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (١) فجرت السنّة في الاستنجاء بالماء ، فلمّا حضرته الوفاة ( كان غائباً عن المدينة ) (٢) فأمر أن يحوّل وجهه إلى رسول الله ( صلى الله
__________________
(٢) البُسْر ، بالضم فالسكون : ثمر النخل قبل أن يرطب ( مجمع البحرين ٣ : ٢٢١ ) .
(٣) الدَّبا : الجراد قبل أن يطير ، والدُّبَّاء : القَرْع ( مجمع البحرين ١ : ١٣٣ ) .
(٤) في المصدر : أمر .
(٥) البقرة ٢ : ٢٢٢ .
٦ ـ الخصال : ١٩٢ / ٢٦٧ .
(١) البقرة ٢ : ٢٢٢ .
(٢) مات البراء في المدينة قبل هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) اليها بشهر ، انظر ترجمة البراء في الإِصابة ١ : ١٤٤ / ٦٢٢ وكذا في أسد الغابة ١ : ١٧٤ وسير أعلام النبلاء ١ / ٢٦٧ رقم ٥٣ وطبقات ابن سعد ٣ / ٦١٨ .