على أبي بكر وعمر وعثمان ، وبطلان قول الخوارج الطاعنين على عثمان وعليّ ».
انتهى كلام الرازي (١).
وأقول :
الكلام معه في هذه الآية الكريمة إنّما هو بالنظر إلى ما يستفاد من ظاهرها ، بلا نظر إلى ما ورد في تفسيرها ، فإنّها ـ عليه ـ نازلة في أمير المؤمنين عليهالسلام كما عرفته في رواياتهم ، أو في الحجّة المنتظر ، كما ورد في أخبارنا (٢) ، ويمكن الجمع بين الأخبار بإرادة الاستخلاف لهما معا.
وعليه : فبالنظر إلى ظاهرها يرد على كلامه أمور :
الأوّل : إنّ قوله : « إنّ المراد بهذا الوعد بعد الرسول هؤلاء ؛ لأنّ استخلاف غيره لا يكون إلّا بعده ... » إلى آخره ..
غير متّجه ؛ لأنّ المراد بقوله تعالى : ( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ) بحسب ظاهره هو الاستخلاف عمّن قبلهم من الأمم لا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيمكن أن يراد استخلاف المؤمنين ، وتمكينهم من الدين وتبديل خوفهم أمنا في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولو سلّم أنّ المراد الاستخلاف عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يتّجه حمله على الاستخلاف في أيّام الثلاثة ؛ إذ لم يحصل لهم التمكين من الدين الذي ارتضاه الله تعالى وأكمله ؛ لجهلهم بكثير منه.
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٢٤ / ٢٦ و ٢٧.
(٢) الغيبة ـ للنعماني ـ : ٢٤٧ ح ٣٥ ، الغيبة ـ للطوسي ـ : ١٧٧ ذ ح ١٣٣ ، مجمع البيان ٧ / ٢٣٨ ؛ وانظر : ينابيع المودّة ٣ / ٢٤٥ ح ٣١ ـ ٣٣.