فكيف يروي أحدهم النصّ الصريح على إمامة عليّ عليهالسلام؟!
بل كيف يروون النصّ عليه وهو خلاف مذهبهم؟! كما يشهد له ما في « مسند أحمد » (١) ، حيث أخرج عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : يهلك أمّتي هذا الحيّ من قريش.
قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله؟
قال : لو أنّ الناس اعتزلوهم.
قال عبد الله بن أحمد : قال أبي في مرضه : « إضرب على هذا الحديث ، فإنّه خلاف الأحاديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم » يعني قوله : « اسمعوا وأطيعوا واصبروا » (٢).
فأنت ترى أنّ أحمد أمر بالضرب على هذا الحديث مع صحّة سنده عندهم ؛ لمخالفته للأحاديث الدالّة على السمع والطاعة لأئمّة الجور والضلالة ، فكيف يروي هو أو غيره ما يعتقدونه نصّا على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام وخلافته للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، المستلزم لظلم الأوّلين له وبطلان خلافتهم؟!
وما روى أكثر الخصوم فضائل أهل البيت إلّا لتوهينها ، أو دفع وصمة النصب الخبيثة عنهم ، أو للفخر بالاطّلاع ، أو غير ذلك من الغايات الفاسدة.
ومع ذلك ترى جملة ممّن رواها ساقطا عندهم إذا توهّموا فيه حبّ أهل البيت عليهمالسلام ، وإن كان من أعلامهم!
__________________
(١) ص ٣٠١ من الجزء الثاني. منه قدسسره.
(٢) مسند أحمد ٢ / ٣٠١.