لا نبيّ بعدي » ؛ فإنّه أوضح دليل على إمامته ، كما ستعرف إن شاء الله تعالى.
الثالث : إنّه ورث منه ميراث الأنبياء لخلفائهم وأوصيائهم من الكتاب والسنّة.
الرابع : إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر أنّهما بقصر واحد ؛ وهو دليل الفضل والامتياز على الأمّة.
الخامس : إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر بأنّه من أهل الجنّة ، وبيّن نزول الآية فيهم.
ومن الواضح أنّه لا يصحّ إخبار شخص بعينه بأنّه من أهل الجنّة إلّا مع العلم بعصمته ، أو أنّ له ملكة تحجزه عن الذنوب إعظاما لله تعالى ، حتّى مع أمانه من ناره ، وإن أذنب نادرا ـ خطأ أو عمدا ـ مع التوبة ، وإلّا كان إخباره بأنّه من أهل الجنّة نقضا للغرض ، وهو تجنّب المحرّمات ، وكان تشجيعا له على الحرام ؛ لأنّه إذا كسب الأمان من العقاب لم يحجزه عن المعصية حاجز.
وبهذا يعلم كذب حديث تبشير العشرة بالجنّة الذي رواه القوم (١) ؛ لامتناع أن يبشّر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجنّة من لا ملكة له تردعه عن الخروج على إمام زمانه ، وقتل النفوس المحترمة ، وغصب الأموال المحرّمة.
على أنّ راوي حديث تبشير العشرة هو منهم ، وهو موضع التهمة
__________________
(١) لقد توسّع السيّد حسن الحسيني آل المجدّد الشيرازي ـ حفظه الله ـ بدراسة حديث العشرة المبشّرة ، سندا ودلالة ، في مقاله : « الصحف المنشّرة في بطلان حديث العشرة المبشّرة » ، المنشور في مجلّة « تراثنا » ، السنة ١١ ، العدد المزدوج ٤١ ـ ٤٢ ، ص ١٣ ـ ٦٤ ؛ فراجع!