على خصمه ، وأدّى به النصب إلى إنكار مؤاخاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام (١) ، مع أنّها من أصحّ الأخبار ، كما ستعرف ..
ولا يستحقّ أن يذكر من كلامه شيء إلّا إنكار صحّة الحديث لضعف سنده ، وقد عرفت جوابه مرارا في المقدّمة وبعدها (٢).
على أنّ السبط قد وثّق رجال ما رواه أحمد في « الفضائل » ، وقال :
« هو من غير رواية عبد المؤمن ، والضعيف ما رواه عبد المؤمن » (٣).
وسيأتي إنّ شاء الله تعالى في الآية الخامسة والسبعين ما يؤيّد هذا الحديث (٤) ، وهو دالّ على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام من وجوه ، والآية تدلّ عليها من بعضها :
الأوّل : مؤاخاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له ؛ فإنّها تدلّ على فضله على سائر الصحابة بمناسبته للنبيّ دونهم ؛ والأفضل هو الإمام.
الثاني : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه
__________________
(١) انظر : منهاج السنّة ٤ / ٣٢ وج ٥ / ٧١ وج ٧ / ١١٧ و ٢٧٩ و ٣٦١.
وراجع : دراسات في منهاج السنّة : ٢٧٥ ـ ٢٧٨ ، تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات : الحلقة ٢٠ ، ص ٧٨ و ٨٨ ، والحلقة ٢١ ، ص ٧ ـ ١٢ ، المنشورتين في مجلّة « تراثنا » ، العددين ٦٦ ـ ٦٧ و ٦٨ ، السنة ١٧ ، ربيع الآخر وشوّال ١٤٢٢ ه ؛ فقد أورد فيها السيّد علي الحسيني الميلاني كلمات علماء الجمهور ومصادرهم في ردّ تكذيب ابن تيميّة لحادثتي المؤاخاة وحديثها ، التي وقعت في مكّة مرّة وفي المدينة أخرى!
(٢) راجع ج ١ / ٧ وما بعدها ، وانظر : ج ٤ / ٣٩٦ و ٤١٩.
(٣) تذكرة الخواصّ : ٣١.
نقول : وحتّى عبد المؤمن بن عبّاد ـ أو : عبادة ـ العبدي ، الذي ضعّف السند لأجله ، قد وثّقه ابن حبّان ، وقال عنه : « روى عنه البصريّون » ؛ انظر : الثقات ٨ / ٤١٧.
(٤) انظر الصفحة ٣٣٣ وما بعدها من هذا الجزء.