هذا مدار كلامهم
وهو خطأ فاحش ، إذ موجب الحجب أمر طبيعي في سائر البشر بل في سائر الحيوانات ، ومن
المعلوم أن لكل شيء سببا فرؤية الذات والوجه مكشوفا ثم المكالمة ثم المداعبة ثم
الرقص في حالة شرب الخمر والطرب ثم المخاصرة ، كلها أسباب تدعو إلى الإتفاق طبعا
إلى ما رواءها بلا شك ، وإثبات ذلك بالوجود أقوى دليل حتى صار من عوائدهم أن
البكارة هي التي لم تتزوج صاحبتها من غير نظر إلى حقيقتها الأصلية ، والزيادة على
هذا في الإستدلال خارج عن موضوعنا ومنصفهم يقر بذلك لا محالة ، وقد غلط من ادعى أن
ديانتنا تبيح النظر لوجه المرأة ، وهو جهل بعدم التفرقة بين كون وجه المرأة ليس
بعورة وكذا كفاها وقدماها حتى يجوز لغير محرمها النظر إلى تلك الأعضاء وكذلك
للنسوة وأمثالها ، وبين كون الوجه يجب ستره عن الرجال الأجانب مطلقا لخوف الفتنة
بنص الكتاب في قوله تعالى : (وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) [النور : ٣١]
الآية وذلك هو الحق المستقيم .
__________________