وأما بحيراتها فكثيرة أيضا وهي في اسكوتسيا أبهج لما يحيط بها من المرج والجبال ولذلك كانت منتدى الأغنياء في الصيف ، وأشهرها بحيرة نس وبحيرة لومند طولها نحو ٣٠ ميلا وكذلك بحيرة نياغ في شمال أرلانده وبحيرة أرن فيها أيضا.
وأما هواؤها فهو على العموم بارد وفي الشمال أشد وسليم موافق للصحة ، لكن يكثر فيها الضباب صيفا وشتاء وكذلك المطر الذي يسقي مزروعاتهم صيفا وشتاء ، ويوم الصحو الذي ينظرون فيه زرقة السماء يعد من حسنات الأيام لأن الضباب يتكاثف أحيانا إلى أن يحوج إلى إبقاء النور نهارا وربما كان غير مجد إلا في البيوت والمسقفات ، أما في الطرق فالنور إنما يقوم بنفسه ولا تخرق أشعته تكاثف الضباب وكاد المطر أن لا يفارقهم ثلاثة أيام متواليات ، وقد يشتد الحر في الصيف إلى أشد من أقاليم خط الإستواء سيما في دواخل القارة حتى يموت الناس في الطرق وذلك لانعدام النسيم وسكون الهواء سكونا زائدا فيشتد الحر إلى درجة عالية للغاية لكنه لا يدوم فما هو إلا يوم أو بعض يوم وتعقبه السحب والأمطار والبرد.
وأما نباتاتها فهي نباتات الأراضي الباردة والجهات الوسطى والجنوبية يخصب فيها سائر الحبوب وإن كانت لا تكفي السكان ، وأما العنب وما شاكله من نبات الإعتدال والحر فلا يوجد منه إلا ما يجعل له بيوت خاصة معالجة بالتسخين الناري ، ومع ذلك فتجد الأرض بهجة مخضرة بالنباتات لكثرة العلاج وإتقان الفلاحة وتجرية المياه ، وغاباتها كثيرة بها الأشجار الضخمة الصالح خشبها لإنشاء السفن العظيمة فيراها الناظر معمرة لأغلب البقاع ، ونباتات المراعي خصبة جدا تسمن عليها الحيوانات.
وأما معادنها فالغني منها الحديد والفحم الحجري بكثرة في أغلب الجهات ، وفيها الرصاص وغيره وهي أغنى ممالك أوربا في المعادن.
وأما حيواناتها ففيها كل أنواع الحيوانات الموجودة في فرنسا وإيطاليا كما سبق ذكره ، والسباع منها منقطعة للإجتهاد في إزالتها من قديم فإن وجد شيء من صغار السباع فإنما هو في الجبال الشمالية وذلك كالدب والثعلب وما شاكلها ، وأوّل من اعتنى بإفناء السباع من المملكة الملك أدغر المتولي سنة ٩٥٩ فقد ألزم رعيته في كل سنة بأن تأتيه بثلاثمائة ذئب واستمر ذلك إلى أن فني ذلك النوع ، وقد كان مالكا أرضها مع خبثه الشديد لأن الذئاب الشمالية كالسباع الكبيرة في الجرأة والأذاية كالمشاهد الآن في الروسية ، وخيلها جيدة للغاية وفيها من أجود الخيل العرابية لشدّة العناية بجلبها وتوليدها وتربيتها حتى فاقت سائر أوروبا في الخيل ، وكذلك غنمها أحسن أنواع الأغنام وصوفها مرغوبة للصناعات النفيسة لأنها كادت أن تكون مثل الحرير.
وأما مدنها فقاعدتها لندره وقد مر ذكرها وبقية المدن كثيرة ومن أشهرها : «ليفربول» وهي ثانية لندره في التجارة واقعة على مصب نهر مرسى في بحر أرلانده ، وفي مرساها من