إيلغازي عقبها بالبينة ، ففتح الأثارب وذردنا ورجع فارحا لأهله يترنّنا فمدحه بعض الشعراء بقصيدة منها هاتان (كذا) البيتان :
قل ما تشاء فقولك المقبول |
|
وعليك بعد الخالق التعويل |
واستبشر القرآن حين نصرته |
|
وبكا (كذا) لفقد رجاله الإنجيل |
وفي التي بعدها أغاروا ورايسهم (كذا) جوسلين صاحب الرها على جموع العرب والتركمان ، وهم نصفين فغنموا من أموالهم ومواشيهم شيئا كثيرا وعادوا إلى تراعة فخربوها بالبيان. ثم ساروا في سنة سبعة عشر من السادس (٨٢) إلى خرتبرت التي بها منهم جوسلين وغيرهم حال كونهم محبوسين ، فاستولوا عليها وخلصوهم من سجنهم في الساعة والحين ، وفي التي بعدها استولوا بالأمان على صور ، فدخلوها في العشرين من جمادى الأولى (٨٣) وخرج أهلها بما قدروا على حمله من أموالهم لغيرها من المدن والثغور وفيها / حاصروا حلب فلم ينتج لهم منها شيء ، وارتحلوا وقصدوا محلهم فله ولوا وانتحلوا. ثم في سنة عشرين من السادس (٨٤) قصدوا دمشق ونزلوا عند قرية شقحب ، فلقيهم طغتكين الأمير مع التركمان في أواخر ذي الحجة (٨٥) منها واشتد القتال فانهزم جيش طغتكين وانقلب ، واتبعهم الفرنج فثبت التركمان على الهروب وقصدوا مخيم الفرنج فقتلوا كل من وجدوه وأخذوا الأموال والأثقال وسلموا من العطوب ، ولما رجع الفرنج وجدوا أثقالهم وخيمهم قد نهبت ، فانهزمت حينئذ وهربت. وفيها حصروا (كذا) رقينة وملكوها ، وبرجالهم دخلوها وسلكوها ، ثم قصدوا دمشق أيضا سنة ثلاث وعشرين من المذكور (٨٦) فحصروها (كذا) ولم يظفروا بشيء منها ، وكان البرد والشتاء شديدا فرحلوا شبه المنهزمين عنها ، فأتبعهم تورى بعسكر دمشق في
__________________
(٨٢) الموافق ١١٢٣ م.
(٨٣) الموافق ٢٤ جويلية ١١٢٣ م.
(٨٤) الموافق ١١٢٦ م.
(٨٥) الموافق أوائل جانفي ١١٢٧ م.
(٨٦) الموافق ١١٢٨ م.