الحالة ، ثم أنه من فوره أمر الجيش بالرجوع للقتال ، وكان هو السابق للنّزال ، فردّ من حينه الهزيمة ، وخلّص بالمخفي من حالته الذميمة.
قال المحدّث ، وقلت يوما لقدور بالمخفي حال رئاسته بفليتة وأنا عنده خيال ، يا سيدي لم أر شجاعا مثلك في وقتنا هذا من الرجال ، فقال لي يا محمد لست بشجاع في صحيح المقال ، وإنما الشجاع الذي خلّصني من العدو ولما كان فرسي على ثلاثة وأنا خائف وداوي ، وهو الباسل الكامل قدور ولد عدة البحثاوي ، ولا زال آغة بالمخفي يراعي له تلك المزية إلى أن مات هذا الشجاع بالمعسكر في القولة الموقانية ، فحمل لوهران ودفن بها بالمقبرة الوازانية.
ولما سمع بموته والي الولات (كذا) بالجزائر ، أدرج سيرته المحمودة في الورقة الخبرية المسمة (كذا) بالمبشر المستعملة على يد الدولة بالجزائر ، المؤرخة بيوم السبت / أول ذي القعدة الحرام عام واحد وثلاثمائة وألف ، الموافق للثالث والعشرين من أوت سنة أربعة وثمانين وثمانمائة وألف ، المعلّمة في القول الوثيق ، بعدد أربعة وستين وخمسمائة وألفين بالتحقيق ، فقال ما نصّه.
مرثية في حق المرحوم آغة قدور ولد عدة المتوفى في السابع والعشرين من جليت (كذا) سنة أربعة وثمانين وثمانمائة وألف أنّ هذا المرحوم كان من بيت البحايثية التي كبيرها وعمدتها الآن ابن عمّه السيد أحمد ولد قادي ولا يخفى أنّ هذا البيت هي (كذا) من منابع الأبطال في الإيالة الوهرانية فكم أبرزت من فوارس مشتهرة بالبأس والإقدام والنصيحة لافرانسا الفخيمة فبمجرد دخولنا بإيالة وهران كان المرحوم فارسا يحوم حول كتائبنا الجرارة وهو من جملة الستين فارسا الذين ثبتوا في الرباط حماية لمستغانيم حين عاد آغة المزاري إلى وهران فيا له من فتى وارثا لشجاعة عمّه مصطفى بن إسماعيل وشهامته حتى امتاز بشدة البأس في سائر الغزو المتجدد نهارا بعد نهار في نواحي مستغانيم ، ولاشتهاره بالحزم والعزم انتخب قائدا على الدواير بعد واقعة اسلى كما أنه لنصيحته وبذل نفسه مع الدولة أوقف أخاه عن الافتتان ، وعابه عن العصيان ، حين وقائع سنة خمس وأربعين وثمانمائة وألف فتولّى آغة على تاسالة ثم الضاية ثم تيارت وسعيدة مكافأة له لحسن عمله وكرم سجيته ومن تمام فضائله أنه كان لا يقع حرب إلا