وكتب لنائب دائرته أن يذهب بهم إذا وصلوه ليلا لسوق الأحلاف ليشاهدهم كل عدو وصديق ، وكتب كتابا وضعه في جعبة نحاس وجعله مع رأس كبيرهم القريني (مونتانياك) في المنصوص ، مضمنه السلام على المغاربة ، عموما وعلى العلماء والأولياء والوزراء والأكابر خصوصا. وعلى مولانا السلطان خصوص الخصوص.
وبعد أن كنتم خصصتم لنا الإسلام دونكم قبلناه ورضيناه والحمد لله على ذلك إذا العبد فارح بما منحه به مولاه. وإن كان دين الإسلام لنا ولكم ، ونحن فيه أخوة والجهاد فرض علينا وعليكم فكيف بكم لم تحصل منكم إعانة لنا لا بنفس ولا بمال ونحن ببلدكم. ه.
ولمّا جاء الناس للسوق رأوا تلك الرؤوس (كذا) تعجبوا كثيرا ولما رأوا تلك الجعبة فتحوها فألفوا بها ما ذكر تحريرا ، فبعثوا (كذا) بها للسلطان مولاي عبد الرحمان ، ولما وصلته وعلم مضمنها / جمع العلماء والأولياء والوزراء وأكابر التجار وقرأه عليهم بالإعلان. وقال لهم أن الحاج عبد القادر الحشمي قد لزمكم في كتابه بأكبر التلزيمات فبماذا تجاوبونه في هذا الأمر. فاتفقوا على جوابه بما سيذكر ، وهو أنكم يا أهل المغرب الأوسط حاضركم وباديكم ، وسائر من هو من أهل ناديكم ، قد رزقكم الله القوة بالإثبات ، فأنتم على حد السواء في الصبر والثبات عن الفرار ولكم القرار والطاقة على سائر النوائب والبلايات ، ولذلك عظمت شجاعتكم ، وظهرت براعتكم ، ونحن أهل المغرب الأقصى لا يطيق حاضرنا وبادينا ، وسائر أهل نادينا على شيء من غير المهادنة على أنفسنا وأولادنا ومالنا وبلادنا ، فلا نطيق على إعانتكم لا بنفس ولا مال ، لأن ذلك يؤدي بنا لنكال ، وإن كنا إخوة في دين الإسلام ، فعليكم بأنفسكم خاصة والسلام. ه.
وحدثني الفقيه الرباني السيد إبراهيم (كذا) بالبخاري الشقراني وكان من الحاضرين لواقعة سيدي إبراهيم (كذا) وجرح بها في الغزاية ، إن واقعة سيدي إبراهيم لا يماثلها إلا واقعة الزبوج والمقطع وسكاك ومزاية.