تموشنت (كذا) فيها ستمائة فارس وأجمعوا في أمرهم إلى أن وصلوا لمحلة الجنرال بيدو بغاية البيان فقاتلوا ولهاصة قتالا ذريعا إلى أن رجعوا إلى الإذعان. وفر عنهم البوحميدي خليفة الأمير وتركهم حيارى في ترك التدبير. فأحسنت الدولة لهم في غاية الإحسان وندم ولهاصة على ما صدر منهم وجدوا في الإذعان وقد تلاقوا معهم بتافنة بالموضع المسمى بأبي روبية ولو لا تأخر الدولة عنهم لتلاشوا في الحروبية. وقد حصل الثناء الجميل بالمخزن في هذه المعركة ، التي صارت بها ولهاصة وغيرهم في المتركة. وكانت هذه المقاتلة في الخامس والعشرين من ديسمبر من السنة المسحية المذكورة الموافق للخامس والعشرين من محرم سنة ستين ومائتين وألف في القولة المشهورة (٢٥٠) وفي شهر جانفي سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف الموافق لصفر سنة ستين ومائتين وألف (٢٥٠) أخذ غانم بن فريحة آغة بني عامر الشراقة ، وبعث مسجونا لافرانسا مدة ثم سرح في القولة البراقة.
قال وصار الدوك دومال في هذه السنة مشتغلا بتدويخ الجهة الشرقية من بر الجزائر. وتقاتل كثيرا مع خليفة الأمير محمد الصغير بتلك النواحي سيما ببسكرة إلى أن أخرجه من الزبيان في قولة الحاذق لا الحاير. واشتغل الجنرال ماري بالمقاتلة بتلك النواحي إلى أن وصل غربي عين مهدي (٢٥١) من تلك الضواحي كما كان المرشال مقاتلا لخليفة الأمير وهو ابن سالم ، وزاد إلى أن دخل على / زواوة بجرجرة ونال للمغانم. وبعد معركتان كبيرتان (كذا) أذعن له من بيمين يسر إلى الصفصاف ودخل في الطاعة وزال ما به إلى الاختلاف. قال ولنرجع بالكلام إلى الجهة الغربية بالتحقيق ، فإن الأمير لما دخل طاعة المغرب واستقر بدائرته ذات التصديق ، وكان جملة جيشه ثلاثة آلاف ومائتان وأربعة عشر مقاتل ، شن الغارة على أولاد سليمان إحدى بطون بني عامر للتقاتل وذلك في جانفي سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لصفر سنة ستين ومائتين وألف (٢٥٠). وفي أول ماي من السنة المذكورة ، الموافق للخامس جمادى الثانية من السنة
__________________
(٢٥٠) ٢٥ ديسمبر ١٨٤٣ م يوافق ٣ ذو الحجة ١٢٥٩ ه وليس محرم ١٢٦٠ ه. وشهر جانفي ١٨٤٤ م يوافق ذو الحجة ١٢٥٩ ه ، وليس صفر ١٢٦٠ ه.
(٢٥٠) ٢٥ ديسمبر ١٨٤٣ م يوافق ٣ ذو الحجة ١٢٥٩ ه وليس محرم ١٢٦٠ ه. وشهر جانفي ١٨٤٤ م يوافق ذو الحجة ١٢٥٩ ه ، وليس صفر ١٢٦٠ ه.
(٢٥١) لعله عين ماضي.
(٢٥٠) ٢٥ ديسمبر ١٨٤٣ م يوافق ٣ ذو الحجة ١٢٥٩ ه وليس محرم ١٢٦٠ ه. وشهر جانفي ١٨٤٤ م يوافق ذو الحجة ١٢٥٩ ه ، وليس صفر ١٢٦٠ ه.