عام ست وخمسين ومائتين وألف ، خرج الجنرال ليلا بجيشه وأمامه مصطفى بمخزنه الأسود وهم في سيرهم كأنهم الفهود إلى أن وصل ليلا لمطمر أولاد علي الذي هو يمين وادي تليلات ، فأخذه في نصف اليل (كذا) ورجع لناحية مدينة تليلات ، فبينما الجيش سائر وإذا بالعدوّ غشى المحلة من كل جهة رائما للافتيات وكانت هناك شعبة فصلت بين عساكر المحلة فصلا كبيرا ، وأبعدتها عن بعضها بعض إبعاد كثيرا وحصل القتال الذريع والناس في القتال ما بين خائف وسجيع ، ودام القتال إلى أن صارت الناس في الهلاك ، ورجع كل واحد يطلب لنفسه النجاة. والسلاك (كذا) إلى أن مات من المحلة الكرنيل (كذا) مسيون مع ستة من أعيان السرسور ومات من المخزن إسماعيل ولد بالمختار ولد أعمر البحثاوي في المسطور ، وعدة ولد بلاحة الزمالي فيما للراوي ومات فرس محمد بالبشير البحثاوي. وتعرف هذه الواقعة بواقعة الجرف الأحمر وكدية الغندول وباتت المحلة تلك اليل (كذا) بتليلات وذلك في تاسع الشهر المذكور وفي عاشره وقع القتال الشديد بين المحلة وجيش البوحميدي في المشهور ، وذلك بموضع يقال له ديخة وذهب العدوّ مفلولا ودخلت المحلة لوهران بمخزنها في نفخة.
ثم خرجت المحلة وصحبتها المخزن بالتبيين ، إلى أن لحقت البعض من بني عامر نازلين بشعاب تمزوعة في غاية التعيين بأعلا (كذا) وطاء ملاتة في المنقول فأخذت لهم حب مطمر أبي شويشة الذي أخذوه سابقا من الدواير والزمالة ، وبهذا صار الانحصار يزول عن الدولة ومخزنها من الدواير والزمالة وظهر بيع الأشياء من العرب بسوق وهران واشتغلت الناس بالبناء في كل زمان ومكان وكان ذلك في الشهر المذكور.
ثم غزى بجيشه ومخزنه المشكور أولاد جبارة وأولاد خالفة في ثامن العشرين من نوانبر (كذا) المذكور فأخدهم ، أخدة رابية وغنمهم غنيمة جابية وكل ما ظفر به من السبي قسمه على مخزنه إلى أن خلفوا ما ضاع لهم ولم يبقى واحد منهم في مخزنه. قال ولنرجع بالكلام إلى جهة الجزائر بالقولة المبينة ، فإنها في الحادي والثلاثين من دسانبر من السنة المعينة ، حصل بينها وبين العدو قتال شديد بما لا مزيد عليه ، بين الشفة والبليدة فكان النصر لها عليه.