الجنرال والباي إبراهيم أبي شناق ، والشجاع الكرّار المزاري الذي لا يضاهيه كل نطّاق ، وكانت هذه المحلّة ضعيفة ، فاجتمعت بمحلّة وهران بفرناكة واندرجت فيها قولة وصيفة ، وفي الغد بينما المحلّة تحمل أثقالها قاصدة للفراطيس من بلاد البرجية بالتحرير ، وإذا بالحشم والغرابة وكافة أهل غريس أتوها سرعة وهم تحت رئاسة السيد بن فريحة بن الخضير المهاجي خليفة الأمير ، وكان مسموع الكلمة مشهورا في الحشم كأولاد سيدي قادة بن المختار ، فحصلت المقاتلة الشديدة بين الفريقين ومات من جيش الخليفة قايد القلعة السيد محمد بن الجيلاني وكان رجلا طويلا ضخما من الأخيار ، ثم انهزم جيش الخليفة واتبعه المخزن والسرسور إلى نواحي شارب الريح ، قرب مدينة بريق الآن من بلاد بني شقران في القول الصريح ، وغنم المخزن منه غنما كثيرة ، ثم في صبيحة الغد أخذت المحلّة العبيد الشراقة بجبل أبي زيري قولة شهيرة ، ومات من المخزن العربي بالقايد وانجرح محمد المحلّي ومات له فرسه ، كما مات لكل واحد من محمد ولد عدة ولد عثمان والشارف بن عبيد ومحمد ابن جريوة التجيني والعربي قار كلهم من جيش المزاري فرسه ، ثم ذهبت المحلّة بأجمعها للجهة الشرقية / قاصدة تدويخها وإذعانها بالأحوال الحقية ، فمرت بهبرة ونزلت بحاسي الغمري ببلاد بني غدّ فمكثت به للاستراحة يومين ، وزادت ليلّل ثم لمينا بغير مين ، وبها اجتمعت بمخزن شلف وهم أولاد سيدي عريبي والسحاري ، والمكاحلية ، والمحال ، فأذعنوا كما أذعن القلعية وغيرهم على ما يقال ، ولما خرجت المحلّة من أولاد سيدي السنوسي بقرب الملتقى تلاقت ببني زروال وأولاد خلوف وأولاد بورحمة في نار ما بين مينا وكلميت وحصل القتال ، فخرج مصطفى والمزاري كل بجيشه وأثخنوا فيهم غاية وعظم على العدو النّزال ، وانجرح المزاري والحبيب ولد عدة ولد عثمان ، كما مات الشجاع أبو زنبيل بغير بهتان ، وكان وصول المحلّة لمينا في ثالث عشر مارس ، ومجيء بن عبد الله ولد سيدي عريبي لها في ثالث عشرين منه في غاية البيان ، ثم رجعت المحلّة لمستغانيم ودخلت في أول إبريل لوهران ، وذهبت الجيوش للجزائر فلم يبق منها إلا ثلاثة آلاف بوهران ، ما بين المخزن والنصارى بتوضيح البيان ، وصارت الجهة الشرقية تحت المزاري تنظر للمكافحة والجهة الغربية تحت مصطفى تريد المناطحة ، ولما بلغ الخبر