قال (١) : وحدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي ، عن أبيه ، عن جابر ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه قال :
قدم المدينة قوم من أهل العراق ، فجلسوا إليّ فذكروا أبا بكر وعمر ، فمسوا منهما ، ثم ابتركوا (٢) في عثمان ابتراكا فقلت لهم : أخبروني أنتم من المهاجرين الأولين الذين قال الله فيهم : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا)(٣)(مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) قالوا : لسنا منهم ، قلت : وأنتم من الذين قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، قالوا : لسنا منهم ، قال لهم : أما أنتم فقد تبرأتم من الفريقين أن تكونوا منهم ، وأنا أشهد أنكم لستم في الفرقة الثالثة الذين قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ)(٤)(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، قوموا عني لا قرّب الله دوركم ، فإنكم مستهزءون (٥) بالإسلام ، ولستم من أهله.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا مقاتل بن صالح الأنماطي ، نا عبد الله بن سعيد ، نا ابن أبي عبيد ، نا أبي ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن القاسم بن عوف الشيباني قال (٦) :
قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : جاءني رجل من أهل البصرة ، فقال : جئتك في حاجة من البصرة ، وما جئتك حاجّا ولا معتمرا ، قال : قلت له : وما حاجتك؟ قال : جئت لأسألك متى يبعث علي بن أبي طالب؟ قال : فقلت له : يبعث ـ والله ـ علي يوم القيامة ، ثم تهمّه نفسه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، نا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا
__________________
(١) من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٤.
(٢) ابترك الرجل في عرض أخيه تنقصه ، وإذا اجتهد في ذمه (اللسان).
(٣) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٤) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٥) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : «متسترون» وفي تهذيب الكمال : مستترون.
(٦) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٥ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩٦.