قال : فما لبثنا إلّا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يظنونه (١) بالمدينة ، فما وجدوه (٢) فكنت فيمن سألهم عنه ، فقال لي بعضهم : إنّا نراه متبوعا ، إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده ، إذا أصبحنا فما وجدنا بين محمليه إلّا حديدة. قال الزهري : فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين ، فأخبرته ، فقال لي : إنّه قد جاءني في قوم فقدوه (٣) الأعوان فدخل عليّ فقال : ما أنا وأنت؟ فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أحبّ ، ثم خرج فو الله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة ، قال الزهري : فقلت : يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن ، إنه مشغول بنفسه ، فقال : حبذا شغل مثله ، فنعم ما شغل به ، قال : وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا حسين بن علي ، عن الوليد بن علي ، عن زيد بن أسلم قال : ما جالست في أهل القبلة مثله ـ يعني علي بن حسين ـ.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ، نا ابن زيد قال : كان أبي يقول : ما رأيت مثل علي بن الحسين فيهم قط.
أخبرنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٥) ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبو معمر ، نا ابن أبي حازم قال : سمعت أبا حازم يقول : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين.
أنبأنا (٦) أبو الحسن بن قبيس ، نا أبي أبو العباس ، نا أبو نصر بن الجبّان ، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم ، أنا أبو غسّان عبد الله بن محمّد المكي ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا ابن وهب ، عن مالك قال : لم يكن في أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل علي بن الحسين ، وهو ابن أمة.
__________________
(١) في الحلية : يطلبونه ، وفي م ، و «ز» ، كالأصل.
(٢) الأصل : وجده ، والمثبت عن م و «ز» ، والحلية.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الحلية : فقده الأعوان ، وهو أشبه.
(٤) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٤٤.
(٥) حلية الأولياء ٣ / ١٤١.
(٦) في «ز» : أخبرنا ، وكتب فوقها «ح» بحرف صغير.