وأظرفهم ، وكان يدل أصحابه على العبادة ، ولا يتركهم هملا.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنبأ أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي في كتاب تاريخ الصوفية ، قال :
علي بن أحمد بن سهل أبو الحسن البوشنجي ، أحد فتيان خراسان بل واحدها ، والمشهورين بالفتوة ، لقي أبا عثمان ، وصحب مشايخ العراق والشام ، أكرمه جميع المشايخ ، وله شأن عظيم في الخلق والفتوة ، يرجع إلى فنون العلم ، كان متكلما عالما بعلوم القوم ، وأسند الحديث وكان إسناد أكثر الخراسانيين في وقته ، توفي بنيسابور سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، تولّى غسله أبو الحسن محمّد بن أبي إسماعيل العلوي ، وصلّى عليه هو ودفن بجنب أبي علي الثقفي ، وانقطعت طريقة الفتوة والأخلاق عن نيسابور بموته ـ رحمهالله ـ.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبي أبو القاسم ـ رحمهالله ـ قال (١) : ومنهم أبو الحسن علي بن أحمد بن سهل البوشنجي أحد فتيان خراسان ، لقي أبا عثمان ، وابن عطاء ، والجريري ، وأبا عمر الدمشقي ، مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
سئل البوشنجي عن المروءة فقال : ترك استعمال ما هو محرّم عليك مع الكرام الكاتبين.
وقال له إنسان : ادع الله لي ، فقال : أعاذك الله من فتنتك.
وقال البوشنجي : أوّل الإيمان منوط بآخره.
[قرأت (٢) على أبي القاسم الشحامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : ورد أبو الحسن البوشنجي على أبي عثمان ... (٣) في مجلسه ، فقرأ ، فبكى أبو عثمان حتى غشي عليه وحمل إلى منزله ، فكان يقال قبله (٤) صوب البوشنجي فحملنا ... (٥) في تلك الأيام قيل له أبو الحسن البوشنجي فقال لا السرب (٦) ما ضمنت له في قلبي شيء من عرار (٧) من الدنيا ثم أتى عثمان رحمهالله ، توفي في تلك الليلة ، وخرج البوشنجي إلى العراق.]
__________________
(١) الرسالة القشيرية ص ٣٩٩.
(٢) الخبر التالي سقط من الأصل واستدرك بين معكوفتين عن م.
(٣) بياض في م.
(٤) كذا في م.
(٥) بياض في م.
(٦) كذا رسمها في م وفوقها ضبة.
(٧) كذا في م.