أنبأنا أبو علي الحداد ، قال : قال لنا أبو نعيم : علقمة بن مجزّز المدلجي أحد عمّال النبي صلىاللهعليهوسلم ، ذكره في حديث أبي سعيد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (١) :
وأما مجزّز بجيم وزاءين الأولى مشددة مكسورة ، فهو مجزّز المدلجي القائف وعلقمة بن مجزّز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة المدلجي له صحبة ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم قاله الطبري ، وساق ابن الكلبي نسبه كما ذكرنا وقال : بعثه عمر بن الخطاب في جيش إلى الحبشة فهلكوا كلّهم فرثاه جوّاس العذري (٢) :
إنّ السلام وحسن كل تحية |
|
تغدو على ابن مجزّز وتروح |
ومن ولده عبيد الله ، وعبد الله ابنا عبد الملك بن عبد الرّحمن بن علقمة ، مدحهما جواس العذري قال ذلك ابن الكلبي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأ أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق ، أنبأ جدي أبو بكر ، نا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا محمّد ـ يعني ابن عمرو ـ عن عمر بن الحكم بن نونان.
أن أبا سعيد الخدري أخبره أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث علقمة بن مجزّز على بعث أنا فيهم حتى إذا بلغنا غزاتنا أو كنا ببعض الطريق ، أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السّهمي ، وكان من أصحاب بدر ، وكان فيه دعابة ونزلنا ببعض الطريق ، ثم أوقد القوم نارا ، فقال : أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا : بلى ، قال : فما أنا بآمركم بشيء إلّا صنعتموه؟ قالوا : نعم ، قال : فإنّي أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلّا تواثبتم في هذه النار ، قال : فقام بعض القوم فتحجّزوا حتى ظنّ أنهم واثبون فيها ، قال : اجلسوا فإنّما كنت أضحك معكم ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد أن رجعوا فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أمركم منهم (٣) بمعصية الله فلا تطيعوه» (٤) [٨٢٢٩].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو علي بن المذهب ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٦٨.
(٢) البيت في الإصابة ٢ / ٥٠٦ وأسد الغابة ٣ / ٥٨٤.
وجواس هو جواس بن قطبة بن ثعلبة العذري ، وهو ابن عم بثينة ، انظر أخباره في الأغاني ٢٢ / ١٥١.
(٣) يعني من أمرائهم وقادتهم.
(٤) انظر أسد الغابة ٣ / ٥٨٤ والإصابة ٢ / ٥٠٥.