ومن العلماء
٤٤٩ ـ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحدّاد القيسيّ (١)
من السّمط : المستولى على الآماد ، المجلّي في حلبات الأفذاذ والأفراد ؛ ووصفه الحجاريّ وابن بسام بالتفنن في العلوم ولا سيما القديمة ، وديوان شعره كبير جليل ، وكان أكثر عمره عند المعتصم بن صمادح ملك المريّة ثم فرّ عنه إلى ابن هود صاحب سرقسطة ثم عاد : ومن قصائده الجليلة قصيدته التي منها قوله :
دعني أسر بين الأسنّة والظّبا |
|
فالقلب في تلك القباب رهين |
فلعله يروي صداي بلحظه |
|
وجه به ماء الجمال معين |
أنت الهوى لكنّ سلوان الهوى |
|
قصر ابن معن والحديث شجون |
فالحسن أجمع ما يريك عيانه |
|
لا ما أرته سوالف وعيون |
والروض ما اشتملت عليه سهوله |
|
لا ما أرته أباطح وحزون |
قصر تبيّنت القصور قصورها |
|
عنه وفضل الأفضلين يبين |
هو جنّة الدنيا تبوّأ ظلّها |
|
ملك تملّكه التّقى والدّين |
فمن ابن ذي يزن وما غمدانه |
|
النّقل شكّ والعيان يقين |
وفي ابن صمادح قصيدته التي أولها (٢) : [الطويل]
لعلّك بالوادي المقدّس شاطىء |
|
فكالعنبر الهنديّ ما أنا واطىء |
ولي في السّرى من نارهم ومنارهم |
|
حواد هواد (٣) والنجوم طوافىء |
وأعلى شعره قوله (٤) : [الكامل]
سامح أخال إذا أتاك بزلّة (٥) |
|
فخلوص شيء قلّما يتمكّن |
في كلّ (٦) شيء آفة موجودة |
|
إنّ السّراج على سناه يدخّن |
__________________
(١) ترجمته في المطمح (ص ٨٠) والتكملة (ص ٣٩٨) والذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٢٠٤) والوافي (ج ٢ / ص ٨٦) والمسالك (ج ١ / ص ٤٠٠) وكانت وفاته في حدود سنة ٤٨٠ ه بالمرية.
(٢) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٠٩).
(٣) في الذخيرة : هداة حداة.
(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٢٩) والتكملة وفي الذيل والتكملة.
(٥) في الذخيرة : واصل أخاك وإن أتاك بمنكر.
(٦) في الذخيرة : ولكلّ.