السلك
الزهّاد
٦٣٥ ـ أبو بكر يحيى التّطيلي
سكن غرناطة وصار من أعيانها وذوي النباهة فيها. أدركته هنالك في آخر عمره وقد تزهّد ، واقتصر على قول الشعر في طريقة الزهد. كتب له الشاعر مرج كحل بقصيدة منها قوله :
لأبي بكر التّطيليّ برّ |
|
يتبع الإخوان شرقا وغربا |
فأجابه بقصيدة منها :
يا أبا عبد الإله المفدّى |
|
من جميعا الناس عجما وعربا |
ثمرات الأنس ترتاد عندي |
|
وهي من روضك تجنى وتجبى |
قد بلوت الناس شرقا وغربا |
|
ودعوت الصبر حزنا فلبّى |
فالتزم حالك صبرا وإلّا |
|
زدت بالعجز إلى الخطب خطبا |
العلماء
٦٣٦ ـ الأديب أبو الحسن علي بن خير التّطيليّ (١)
من المسهب : أخبرت بسرقسطة أنه كان أحفظ أهل عصره بالآداب ، وأعرفهم بالتواريخ والأنساب. رحل من بلده تطلية إلى حضرة الملك سرقسطة ، فتوصل بآدابه وأمداحه إلى المقتدر بن هود ، وحل عنده محل الواسطة من العقود ، والعلم من البرود ، ومن شعره قوله : [الكامل]
أخطأت في برّ الذي لم يرعه |
|
وغدا يلاحظني بمقلة ساخر |
إن التواضع للذي يعتده |
|
ضعة لجهل ما له من عاذر |
وقوله : [الطويل]
إذا غبت عنكم لا يربكم تطاول |
|
لبعد فودّي زائد الصّفو والبرّ |
كما عتقت صهباء من طول عهدها |
|
وجاءتك باستحيائها في حلى التّبر |
__________________
(١) انظر الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨١٨) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦٠).