ومن كتاب الرازيّ : منافعها لأهلها عظيمة ولمن انتجعها من الناس ، بين البر والبحر ، والزّرع والضّرع ، وتعرف بمدينة التّراب ، وفيها يقول شاعرها الذي لها أن تفخر به بملء فيها ، ابن غالب أبو عبد الله الرّصافي : [الطول]
خليليّ ما للبيد قد عبقت نشرا |
|
وما لرؤوس الرّكب قد رنّحت سكرا |
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصّبا |
|
أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا |
خليليّ عوجا بي عليها فإنه |
|
حديث كبرد الماء في الكبد الحرّا |
قفا غير مأمورين ولتصديا بها |
|
على ثقة للغيث فاستقيا القطرا |
بجسر معان والرّصافة إنه |
|
على القطر أن يسقي الرصافة والجسرا |
بلادي التي ريشت قويدمتي بها |
|
فريخا ؤ آوتني قرارتها وكرا |
مبادي لين العيش في ريّق الصّبا |
|
أبى الله أن أنسى لها أبدا ذكرا |
أكلّ مكان راح في الأرض مسقطا |
|
لرأس الفتى يهواه ما عاش مضطّرا |
ولا مثل مدحوّ من المسك تربة |
|
تملّي الصّبا فيها حقيبتها عطرا |
نبات كأن الخدّ يحمل نوره |
|
تخال لجينا في أعاليه أو تبرا |
وماء كترصيع المجرّة جلّلت |
|
نواحيه الأزهار فاشتبكت زهرا |
أنيق كريعان الحياة التي حلت |
|
طليق كريّان الشباب الذي مرّا |
بلنسية تلك الزّبرجدة التي |
|
تسيل عليها كلّ لؤلؤة نهرا |
كأنّ عروسا أبدع الله حسنها |
|
فصيّر من شرخ الشباب لها عمرا |
تؤبّد فيها شعشعانيّة الضّحى |
|
إذا ضاحك الشمس البحيرة والنّهرا |
تزاحم أنفاس الرياح بزهرها |
|
نجوما فلا شيطان يقربها ذعرا |
هي الدّرّة البيضاء من حيث جئتها |
|
أضاءت ومن للدّرّ أن يشبه البدر |
التاج
ملكها في مدة ملوك الطوائف خادمان من الموالي العامرية ، هما مبارك ومظفر (١) ، وكان من العجائب اشتراكهما في الملك ، حتى إنهما لم يمتازا إلا في الحرم خاصة ، ولا تنافس بينهما وفيهما يقول ابن درّاج شاعر الأندلس من قصيدة (٢) : [الطويل]
__________________
(١) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ١٤) والبيان المغرب (ج ٣ / ص ١٥٨ وما بعدها) وأعمال الأعلام (ص ٢٥٥).
(٢) البيت في أعمال الأعلام (ص ٢٥٦).