قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

116/397
*

ومن شعره قوله : [الطويل]

أبى لي ذاك اللحظ أن أعرف الصّبرا

فأبديت أشجاني ولم أكتم السّرّا

وبتّ كما شاء الغرام مسهّدا

ولي مقلة عبرى ، ولي مهجة حرّى

ولاموا على أن أرقب النجم حائرا

وما ذاك إلا أن فقدت بك البدرا

ومن نثره : كتبت أيها السيد الأعلى ، والقدح المعلّى ، عن شوق ينثر الدموع ، ووجد يقضّ الضلوع ، وودّ كالماء الزلال لا يزال صافيا ، وشكر من الأيام والليالي لا يبرح ضافيا : [البسيط]

وكيف أنسى أياد عندكم سلفت

والدهر في نومه والسّعد يقظان

٤٤٨ ـ الوزير أبو محمد عبد البرّ بن فرسان (١)

كان جليل القدر ، شهير الذكر ، خدم أبا الحسن علي بن غانية الميورقي الذي شهرت فتنته بإفريقية ، وحضر معه ومع أخيه يحيى بعده الوقائع الصعبة ، وضجر ، فكتب إلى يحيى (٢) : [الكامل]

امنن بتسريح عليّ فعلّه

سبب الزّيارة للحطيم ويثرب

ولئن تقوّل كاشح أنّ الهوى

درست معالمه وأنكر مذهبي

فمقالتي ما إن مللت وإنما

عمري أبى حمل النّجاد بمنكبي (٣)

وعجزت عن أن أستثير كمينها

وأشقّ بالصّمصام صدر الموكب

ومن نثره : ولما تلاقينا مع القوم الذين دعاهم شيطان الفتنة إلى أن يسجدوا للشّفار ويحملهم سيل المنة [إلى دار البوار] أقبلنا إقبال الرّيح العقيم ، ما تذر من شيء أنت عليه إلا جعلته كالرّميم ، فانجلت الحرب عن تمزيق الأعداء كلّ ممزّق ، وأبصرناهم كصرعى السكارى من مدام السيف ، وخفقت بنودنا وسعيهم أخفق.

__________________

(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٥٤) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٦٨) وقد توفي سنة ٦١١ ه‍.

(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٥٥).

(٣) في النفح : ومنكبي.