بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الثاني
من كتاب الأندلس
وهو
كتاب لحظة المريب فيما بقي من جزيرة الأندلس لعباد الصّليب
قد ذكر الحجاريّ : أن الباقي في يد النصارى كان أقل من الذي أخذه المسلمون ، إلى أن كانت الفتنة بانقراض الدولة المروانية ، فيما برجوا ينهضون ويتقوّون على الإسلام ، إلى أن بقي بيد الإسلام في هذه المدة ما يكون قدر العشر ، الله وليّ المسلمين بكرمه.
وأعظم الملوك الذين توارثوا المملكة عند النصارى بالأندلس وقسموا بلادها أربعة :
أذفونش ، وهو ملك قشتالة ، وهي أعمال في جهة طليطلة إلى البحر المحيط ، كانت قاعدتها قبل أن تصير لهم طليطلة إلى البحر المحيط ، كانت قاعدتها قبل أن تصير لهم طليطلة مدينة غلّيسية ، وهي على البحر المحيط. ثم البرجارني وهو ملك شرق الأندلس ، ويقال لمملكته أرغون ، لأنه كان في مدينة أرغون حتى ملك طرطوشة وبرجلونة وغيرها. ثم الببوج ، وهو في بلاد الشمال مجاور لبطليوس ، قاعدته ليون ، ثم ابن الرّيق ، وهو ملك جلّيقية ، وهي في الشمال والغرب من الأندلس كانت قاعدته مدينة شانت ياقوة ، وهي عظيمة إلى نهاية ، فيها معدن الذهب ، وقد صارت له أشبونة وغيرها من بلاد الإسلام.
وليس في جميع هذه البلاد ما فيه ترجمة حالية بالأدب لبقائها في أيدي النصارى.