.................................................................................................
______________________________________________________
إيقاعها في الأوقات الشريفة والأماكن الكريمة خصوصاً عند قبر الحسين عليهالسلام (١) ، وينبغي الرضا بما خرجت به ، فقد روى البرقي في «المحاسن» بإسناده عن عثمان ابن عيسى عن بعض أصحابه «عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّ أبغض الخلق إلى الله مَن يتّهم الله. قال السائل : وأحد يتّهم الله؟ قال : نعم من استخار فجاءته الخيرة بما يكره فسخط فذلك يتّهم الله تعالى». (٢) وممّا يحثّ على الاستخارة ما رواه ابن طاووس (٣) عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «كنّا نتعلّم الاستخارة كما نتعلّم السورة من القرآن ، ثمّ قال : * ما ابالي إذا استخرت على أيّ جنبي وقعت». وروى البرقي عنه عليهالسلام أنّه قال : «مَن دخل في أمرٍ بغير استخارة ثمّ ابتلي لم يؤجر» (٤). وفيه دلالة على ذمّ تارك الاستخارة في الامور الّتى يأتي بها.
ولا بدّ من بيان معنى هذه الكلمة لغةً ، ففي «القاموس (٥) والنهاية (٦) والمصباح
__________________
(*) الظاهر أنه الصادق عليهالسلام (بخطّه قدسسره).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ب ٩ من أبواب صلاة الاستخارة ح ١ و ٢ ج ٥ ص ٢٢٠.
(٢) المحاسن : ب ١ من أبواب الاستخارة ح ٥ ص ٥٩٨.
(٣) الظاهر أنّه وقع في الخبر خلطٌ ، فإنّ أصل الخبر حسب ما في فتح الأبواب لابن طاووس : ص ١٤٧ ١٤٨ بعد ذكر سنده هكذا : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما أُبالي اذا استخرت الله على أيّ طرفي وقعت ، وكان أبي يعلّمني الاستخارة كما يعلّمني السوَر من القرآن. ورواه في البحار : ج ٩١ ص ٢٢٣ ، وشيخنا الحرّ في الوسائل : ج ٥ ص ٢١٨ كذلك ، وهذا هو الذي يطابق قواعد مذهبنا أيضاً فانّ مفهوم ما حكاه في الشرح يفيد أنّه عليهالسلام كان يتعلّم من المعلّم أيّاً مَن كان ، مع أنّ الامام أوّلاً لا يتعلّم من معلّم بشري ، وثانياً لو تعلّم فإنّما يتعلّم من الإلهام أو الإلقاء من إمام سابق عليه. نعم ما في المروي في الشرح في قوله «كنّا نتعلّم .. الخ» انّما وقع في خبر جابر المروي أيضاً في فتح الأبواب : ص ١٥٠ حيث روى : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلّمنا الاستخارة في الامور كلّها كما يعلّمنا السوَر من القرآن ، فراجع وتأمّل حتّى تعرف.
(٤) المحاسن : ب ١ من أبواب الاستخارة ح ٤ ص ٥٩٨.
(٥) قاموس المحيط : ج ٢ ص ٢٦ مادّة «خير».
(٦) النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ٩١ مادّة «خير».