(إِلَى الْكَعْبَيْنِ) :
«الكعب» عظم مائل إلى الاستدارة ، واقع في ملتقى السّاق والقدم ، نات عن ظهره ، يدخل نتوه في طرف السّاق ، كالّذي في أرجل البقر والغنم وربّما يلعب به الأطفال. وقد يعبّر عنه بالمفصل ، لمجاورته له. ولمّا كانت [الرّجل] (١) تطلق (٢) على القدم وعلى ما تحت الرّكبة وعلى ما يشمل الفخذ ، بيّن الله ـ سبحانه ـ غاية الممسوح بعضها.
وفي الكافي (٣) : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّه وصف الكعب في ظهر القدم.
وفيه (٤) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة وبكير أنّهما سألا أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن وضوء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فدعا بطشت أو تور فيه ماء ، فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبّها على وجهه فغسل بها وجهه ، ثمّ غمس كفّه اليسرى فغرف بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكفّ لا يردّها إلى المرفق ، ثمّ غمس كفّه اليمنى فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق وصنع بها مثل ما صنع باليمنى (٥) ، ثمّ مسح رأسه وقدمه ببلل كفّه لم يحدث لهما ماء جديدا ، ثمّ قال : ولا يدخل أصابعه تحت الشّراك.
قال : ثمّ قال : إنّ الله ـ تعالى ـ يقول : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) فليس له أن يدع شيئا من وجهه إلّا غسله ، وأمر بغسل اليدين إلى المرفقين فليس له أن يدع شيئا من يديه إلى المرفقين إلّا غسله ، لأنّ الله ـ تعالى ـ يقول : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ثمّ قال : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) فإذا مسح بشيء من رأسه أو بشيء من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه.
قال : فقلنا (٦) : أين الكعبان؟
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) هكذا في أ. وفي سائر النسخ : يطلق.
(٣) الكافي ٣ / ٢٦ ، ح ٧.
(٤) نفس المصدر ٣ / ٢٥ ، ح ٥.
(٥) أ: باليسرى.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «قيل» بدل «قال فقلنا».