(وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
عليّ بن إبراهيم (١) ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أبي زياد النّهديّ ، عن عبد الله بن صالح ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره (٢).
عدّة من أصحابنا (٣) ، عن أحمد بن محمّد ، عن بكر بن محمّد ، عن الجعفريّ قال :
سمعت أبا الحسن ـ عليه السّلام ـ يقول : ما لي رأيتك عند عبد الرّحمن بن يعقوب؟
فقال : إنّه خالي.
فقال : إنّه يقول في الله قولا عظيما ، يصف الله ولا يوصف. فإمّا جلست معه وتركتنا ، وإمّا جلست معنا وتركته.
فقلت : هو يقول ما شاء ، أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول؟
فقال : أبو الحسن ـ عليه السّلام ـ : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا.
وفيه (٤) : الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سعد (٥) ، عن محمّد بن مسلم ، عن إسحاق بن موسى قال : حدّثني أخي وعمّي ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها ، فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم : مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه ، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رثّ ، ومجلسا فيه من يصدّ عنّا وأنت تعلم.
قال : ثمّ تلا أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ ثلاث آيات من كتاب الله ، كأنّما كنّ في فيه ، أو قال : في كفّه (٦) : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) (٧). (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٧٤ ، ح ١.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : غيره.
(٣) نفس المصدر / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، صدر ح ٢.
(٤) نفس المصدر والمجلد / ٣٧٨ ، ح ١٢.
(٥) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ١ / ٥٩٨. وفي النسخ : سعيد.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : «كيف» بدل «في كفه».
(٧) الأنعام / ١٠٨.