إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : فرض الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى قوله : ثمّ نزلت الآية ، وإنّما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي).
وكان كمال الدّين بولاية عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.
فقال عند ذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أمّتي حديثو عهد بالجاهليّة.
ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمّي يقول قائل ويقول قائل؟ فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني. فأتتني عزيمة من الله ـ عزّ وجلّ ـ بتلة أوعدني إن لم أبلّغ أن يعذّبني.
فنزلت : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) فأخذ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بيد عليّ ـ عليه السّلام ـ فقال : يا أيّها النّاس ، إنّه لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي إلّا وقد عمّره الله ثمّ دعاه فأجابه ، فأوشك أن أدعى فأجيب. وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون ، فما ذا أنتم قائلون؟ فقالوا : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وأدّيت ما عليك.
فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين.
فقال : اللهمّ اشهد ـ ثلاث مرّات ـ ثمّ قال : يا معشر المسلمين ، هذا وليّكم من بعدي. فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب.
وفي روضة الكافي (١) ، خطبة لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وهي خطبة الوسيلة ، يقول فيها ـ عليه السّلام ـ بعد أن ذكر النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين تكلّمت طائفة ، فقالوا : نحن موالي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فخرج رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خمّ فأمر. فأصلح له شبه المنبر. ثمّ علاه وأخذ بعضدي حتّى رئي (٢) بياض إبطيه ، رافعا صوته قائلا في محفله : من كنت مولاه فعليّ مولاه. اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. وكانت على ولايتي ولاية الله وعلى عداوتي عداوة الله. وأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ في ذلك اليوم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً). فكانت ولايتي كمال
__________________
(١) نفس المصدر ٨ / ٢٧ ، ح ٤.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : رأى.