وفي أمالي الصّدوق (١) ، بإسناده إلي النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل ، يقول فيه لعليّ ـ عليه السّلام ـ : ولقد أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ، يعني : في ولايتك يا عليّ. (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) ولو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي.
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي (٢) قال : حدّثنا الحسين بن الحكم معنعنا ، عن عبد الله بن عطا قال : كنت جالسا عند أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : أوحى الله إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قل للنّاس : من كنت مولاه فعليّ مولاه. فأبلغ بذلك وخاف النّاس ، فأوحى الله إليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). فأخذ يد عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ يوم الغدير وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.
وفي شرح الآيات الباهرة (٣) : روى الشّيخ الصّدوق محمّد بن بابويه القمّي ـ رحمه الله ـ في أماليه حديثا صحيحا لطيفا يتضمّن قصّة الغدير مختصرة (٤) قال : حدّثني أبي ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن عبد الله البرقيّ ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد (٥) ، عن أبي الحسن العبديّ ، عن سليمان الأعمش ، عن عباءة بن ربعي (٦) ، عن عبد الله بن عبّاس [قال :] (٧) إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا اسري به إلى السّماء انتهى به [جبرئيل إلى نهر يقال له : النّور. وهو قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ). فلمّا انتهى به] (٨) إلى ذلك النّهر فقال له جبرئيل : يا محمّد ، أعبر على بركة الله ـ عزّ وجلّ ـ فقد نوّر الله لك بصرك ، ومدّ لك
__________________
(١) أمالي الصدوق / ٤٠٠ ، في ذيل حديث.
(٢) تفسير فرات / ٣٦.
(٣) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط ، ص ٥٨ ـ ٥٩.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : مختصرا.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الخلف بن حمّاد.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «عناية بن ربيع» وهي خطأ. ر. تنقيح المقال ٢ / ١٢٥ ، رقم ٦١٩٠ ونفس المصدر والمجلد ، ص ١٣١ ، رقم ٦٢٥٢.
(٧) من المصدر.
(٨) ليس في المصدر.