.................................................................................................
______________________________________________________
الهدهد والخطاف فتأمّل.
واعلم قد نقل وجها غريبا لقنزعة القنبرة في الكافي بإسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال : قال علي بن الحسين عليهما السّلام : القنزعة التي على رأس القبّرة من مسحة سليمان بن داود ، وذلك ان الذّكر أراد ان يسفد (١) أنثاه فامتنعت عليه ، فقال لها : لا تمتنعي فما أريد الّا ان يخرج الله عزّ وجلّ منّي نسمة تذكر به فأجابته إلى ما طلب ، فلما أرادت أن تبيض قال لها : أين تريدين أن تبيضي ، فقالت له : لا أدرى أنحيه عن الطريق ، قال لها : اني خائف ان يمرّ بك مارّ الطريق ، ولكنّي أرى لك ان تبيضي قرب الطريق ، فمن يراك قربه توهم انك تعرّضين للقط الحبّ من الطريق. فأجابته إلى ذلك وباضت وحضنت (٢) حتى أشرفت على النقاب ، فبينا هما كذلك إذا طلع سليمان بن داود (على نبينا وآله وعليهما السّلام) في جنوده والطير تظلّه فقالت له : هذا سليمان قد طلع علينا في جنوده ولا آمن ان يحطمنا ويحطم بيضنا ، فقال لها : ان سليمان (على نبينا وآله وعليه السّلام) لرجل رحيم بنا فهل عندك شيء هيّأته لفراخك إذا نقبن؟ قالت : نعم جرادة خبّأتها منك انتظر بها فراخي إذا نقبن ، فهل عندك شيء؟ قال : نعم عندي تمرة خبّأتها منك لفراخي ، قالت : فخذ أنت تمرتك وآخذ أنا جرادتي ونعرض لسليمان (على نبينا وآله وعليه السّلام) فنهديهما له ، فإنه رجل يحبّ الهديّة ، فأخذ التمرة في منقاره وأخذت هي الجرادة في رجليها ثم تعرّضا لسليمان (على نبينا وآله وعليه السّلام) فلما رآها وهو على عرشه بسط يديه لهما فأقبلا فوقع الذكر على اليمين ووقعت الأنثى على اليسار وسألهما عن حالهما فأخبراه فقبل هديتهما وجنّب جنده عنهما وعن بيضهما ومسح على رأسهما ودعا لهما بالبركة فحدثت القنزعة
__________________
(١) السفاد نزو الذكر من الحيوان والسباع على الأنثى ـ الصحاح.
(٢) حضن الطائر بيضه ضمه تحت جناحيه كذا في هامش الكافي.