الأولى : أنّهم (يجعلون الفجر) أي المشرق (على المنكب الأيسر) وهو مجمع العضد والكتف (والمغرب على الأيمن.
و) الثانية : يجعلون (الجدي) وهو مكبّر ، وربما يصغّر ليتميّز عن البرج المسمّى بهذا الاسم (محاذي خلف المنكب الأيمن) لا طرفه المقابل للمغرب.
(و) الثالثة : يجعلون (عين الشمس عند زوالها) وميلها عن دائرة نصف النهار (على الحاجب الأيمن). واعترض غير واحد على الأصحاب ـ الذين ذكروا هذه العلائم الثلاث لأهل العراق ـ : بعدم المناسبة بينها ؛ فإنّ مقتضى الأولى والثالثة : استقبال نقطة الجنوب ، ومقتضى الثانية : الانحراف عن نقطة الجنوب إلى طرف المغرب بمقدار معتدّ به.
وتنزيل كلماتهم على إرادة كون مجموع العلائم علامة لمجموع أهل العراق على سبيل الإجمال ، فتكون الأولى والثالثة علامة لبعضهم ، والثانية للباقين في غاية البعد.
والتزامهم باغتفار هذا المقدار من الاختلاف وعدم كونه قادحا في تشخيص السمت الذي يرونه قبلة للبعيد أيضا بعيد خصوصا مع تصريحهم بوضع الجدي خلف المنكب ، وعدم إشعار في كلامهم بالرخصة في وضعه بين الكتفين ، كما هو مقتضى الأمارتين الأخريين ، بل بعضهم (١) قيّده بحال ارتفاعه أو
__________________
(١) الشهيد الثاني في مسالك الافهام ١ : ١٥٥ ، والمقاصد العليّة : ١٩٤ ، والحاشية على الألفيّة ـ المطبوعة مع المقاصد العليّة ـ : ٤٩٩.