وعن التهذيب أيضا تفسيره بالثوب الصقيل (١).
ووقوع هذا التفسير في الكافي يبعّد ما احتمله بعض (٢) في التهذيب من كونه من الشيخ ، فالظاهر أنّه من كلام الراوي بحسب ما فهمه من الرواية.
وكيف كان فيتوجّه على الاستدلال بالرواية أنّها ضعيفة السند مضطربة المتن غير متّضحة المفاد ، ولعلّ المراد بحكاية الحجم ـ على ما فسّره في الذكرى (٣) ـ حكايته من حيث لصوق الثوب بالجسم ، فيخرج عن محلّ الكلام ، ويحمل النهي ـ على تقدير ثبوت هذا التفسير ـ على الكراهة حيث لم ينقل عن أحد حرمته ، والله العالم.
(ولا يجوز للمرأة) الحرّة أن تصلّي (إلّا في ثوبين : درع وخمار ، ساترة جميع جسدها) بهما.
الدرع هو القميص ، والخمار ما يغطّي رأسها ، وذكرهما بالخصوص في النصوص والفتاوى جار مجرى التمثيل يراد بهما ثوبان يحصل بهما ستر جميع جسدها ، عدا ما ستعرف استثناءه ، بل لا خصوصيّة للثوبين أيضا ، فيكفي ثوب واحد ساتر لجميع جسدها ، بلا خلاف فيه على الظاهر بل ولا إشكال.
وقصر الجواز على الثوبين في العبارة كما في جملة من المعتبرة المستفيضة الآتية منزّل على ما هو المتعارف من مغايرة الثوب الذي تستر المرأة به رأسها لما تستر به سائر جسدها ، فالعبرة إنّما هي بستر ما يجب ستره من غير
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢١٤ ، ح ٨٣٧ وذيله ، وفيه : «يعني الثوب المصقل».
(٢) صاحب الجواهر فيها ٨ : ١٦١.
(٣) الذكرى ٣ : ٥٠.