الحضور في ذلك اليوم : « مَنْ يُؤازرني يكونُ أخِيْ وَوصيّي وخليِفَتِي » بينما حذف بالمرة الجملة الّتي قالها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لِعَلي بعد أن قام للمرة الثانية وأعلن موازرته للنبيّ وهي قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّ هذا أخيْ وَوَصيّي وَخَلِيْفتي »!!!
ثانياً : انَّه خطى في الطبعات الثانية والثالثة والرابعة ، خطوة أبعد حيث حذَف كلتا الجملتين معاً وبهذا قد وجّه ضربة كبرى إلى قيمته ككاتب. وقيمة كتابه ، كدراسة تاريخية!!
إن الاعلان عن وصاية عليّ عليهالسلام وخلافته في مطلع عهد الرسالة وبداية أمر النبوّة يفيد ـ بقوة ووضوح ـ انَّ هذين المنصبين ليسا بأمرين منفصليْن ، ففي اليوم الَّذي يعلِنُ فيه رسولُ اللّه عن رسالته ونبوَّته ، يعيّن خليفته ووصيَّه من بعده ، وهذا يشهد ـ بجلاء ـ بأن النبوَّة والإمامة يشكِّلان قاعدة واحدة ، وأن هذين المنصبين إن هما الاّ كحلقتين متصلتين لا يفصل بينهما شيء.
كما أن هذه الحادثة تكشف ـ من جانب آخر عن مدى الشجاعة الروحية الّتي كان يتحلّى بها الإمام اميرُ المؤمنين « عليُّ بن أبي طالب » عليهالسلام ، حيث قام ـ في مجلس أحجم فيه الشيوخ الدُهاة والسادة المجرِّبون عن قبول دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خوفاً وتهيّباً ـ وأعلن بكل شجاعة مؤازرته للنبيّ ، واستعداده للتضحية في سبيل دينه ورسالته وهو آنذاك غلامٌ في ربيعه الثالث أو الخامس عشر ، وما حابى أعداء الرسالة ولا ماشاهم كما فعل المصلحون من الساسة والزعماء المتخوّفون على مصالحهم ومراكزهم آنذاك!!!
صحيح ان « عليّاً » عليهالسلام كان في ذلك اليوم أصغر الحاضرين سنّاً إلاّ أن معاشرته الطويلة للنبيّ قد هيّأتْ قلبهُ لتقبُّل الحقائق الّتي تردّد شيوخ القوم في قبولها ، بل عجزوا عن دركها وفهمها!!
ولقد اعطى ابو جعفر الإسكافي حق الكلام في هذا المجال إذ قال :