للدخول في الباب الأوسع ، لأنّ أبنية المزيد أكثر من أبنية الأصول.
وزعم ابن جنّي أنّ النون في «نبراس» (١) زائدة ووزنه «نفعال» ، وجعله مشتقّا من «البرس» وهو القطن ، لأنّ الفتيل يتّخذ في الغالب من القطن. وذلك اشتقاق ضعيف جدّا ، بل لقائل أن يقول : الغالب في الفتيل ألّا يكون من القطن. وكذلك قولهم : «نفرجة القلب» وزنه عنده «نفعلة» ، لأنّ «النّفرجة» : الجبان الذي ليست له جلادة ولا حزم. واستدلّ على ذلك بقول العرب : «رجل أفرج وفرج» إذا كان لا يكتم سرّا ، فجعل «نفرجة القلب» مشتقّا منه ، لأنّ إفشاء السّرّ من قلّة الحزم. وهذا الاشتقاق أيضا ضعيف ، لأنّ إفشاء السّرّ ليس بقلّة حزم ، بل هو بعض صفات القليل الحزم. وأيضا فإنّ «الأفرج» و «الفرج» لا يراد بهما الجبان كما يراد بـ «نفرجة القلب». فدلّ ذلك على ضعف هذا الاشتقاق. فينبغي أن تجعل النون فيها أصليّة.
وزيدت ثانية في «قنعاس» (٢) و «قنفخر» (٣) و «عنبس» (٤) و «عنسل» (٥) و «عنتريس» (٦) و «خنفقيق» (٧) و «كنهبل» (٨) و «جندب» بضمّ الدال وفتحها و «عنصر» و «قنبر» و «كنثأو» (٩) و «حنطأو» (١٠) و «سندأو» (١١) و «قندأو» (١٢).
فأمّا «قنعاس» فنونه زائدة ، لأنّه من القعس ، و «قنفخر» لأنّه يقال في معناه :«قفاخريّ» ، و «عنبس» من العبوس.
و «عنسل» من العسلان. و «عنتريس» من العترسة وهي الشّدّة. و «الخنفقيق» من الخفق.
وأمّا «كنهبل» فنونه زائدة ، لأنّها لو جعلت أصليّة ، لكان وزن الكلمة «فعلّلا» ، وهو بناء غير موجود في كلامهم.
وأمّا «جندب» و «عنصر» و «قنبر» فيدلّ على زيادة النون فيها أنّك لو جعلتها أصليّة لكان وزن الكلمة «فعللا» ، وهو بناء غير موجود في كلامهم. فأمّا «جؤذر» (١٣) فأعجميّ. و «برقع» و «جخدب» (١٤) مخفّفان من «برقع» و «جخدب» بالضمّ. وأيضا فإنّ هذه النون قد لزمت هذا البناء ، وهي حرف
__________________
(١) النبراس : المصباح.
(٢) القنعاس : الضخم العظيم.
(٣) القنفخر : الفائق في جنسه.
(٤) العنبس : الأسد.
(٥) العنسل : الناقة السريعة.
(٦) العنتريس : الناقة الصلبة.
(٧) الخنفقيق : الناقة السريعة.
(٨) الكنهبل : نوع من الشجر.
(٩) الكنثأو : الوافر اللحية.
(١٠) الحنطأو : الوافر اللحية.
(١١) السندأو : الحديد الشديد.
(١٢) القندأو : الغليظ القصير.
(١٣) الجؤذر : ولد البقرة الوحشية.
(١٤) الجخدب : ضرب من الجنادب.