أنّها مبدلة من الواو.
وأمّا «أيطل» فالذي يدلّ على أصالة همزته ، وزيادة يائه ، قولهم في معناه : «إطل». فيحذفون الياء ويثبتون الهمزة. ولو كانت الهمزة هي الزائدة لقيل «يطل» بالياء.
ولا يمكن أن يدّعى أنّ الهمزة بدل من الياء ، لما ذكرناه ، من أنّ الياء لا تبدل همزة أولا.
٥ ـ الميم : الميم لا تخلو أن تقع أوّلا ، أو غير أوّل. فإن وقعت غير أوّل قضي عليها بالأصالة. وذلك أنّها إذا وقعت غير أوّل ، فيما يعرف له اشتقاق ، وجدت أصليّة ، نحو : «شأمل» و «كريم» وأمثالهما ، ممّا لا يحصى كثرة ؛ ألا ترى أنّ «شأملا» ميمه أصليّة ، بدليل قولهم : «شملت الريح» ، وأنّ «كريما» كذلك ، لأنّه من «الكرم». ولم توجد زائدة إلّا في أماكن محصورة ، تحفظ ، ولا يقاس عليها. وهي : «دلامص» و «دمالص» بمعنى برّاق. قال الأعشى :
إذا جرّدت ، يوما ، حسبت خميصة |
|
عليها ، وجريال النّضير ، الدّلامصا (١) |
أي : البراق. وقد تحذف الألف منهما تخفيفا ، كما تحذف من «علابط» (٢) ، فيقال «دلمص» و «دملص». والدليل على زيادة الميم فيهما أنّهما مشتقّان من «الدّليص» وهو البريق.
و «قماريص» ، لأنّه يقال : «لبن قمارص» بمعنى : قارص.
و «ستهم» (٣) و «زرقم» (٤) و «فسحم» (٥) ، لأنّها من الأسته والزّرقة والفسحة.
و «ضرزم» و «دردم» و «دلقم» و «دقعم» و «حلكم» و «خضرم» ، لأنّ «دردما» (٦) من «الأدرد» ، وهو الذي تكسّرت أسنانه.
و «الحلكم» : الشديد السواد. فهو من «الحلكة» وهي السواد. و «الدّقعم» : التراب. فهو من «الدّقعاء» و «الدّلقم» : الناقة التي تكسّرت أسنانها فاندلق لسانها ولعابها. ولذلك قالوا : «سيف دلوق» إذا كان لا يثبت في غمده. و «الضّرزم» بمعنى «الضّرزّ» وهو الشديد البخيل. و «خضرم» : البحر ، سمّي بذلك لخضرته.
و «خدلم» و «شدقم» و «شجعم» ، لأنّ «خدلما» بمعنى «خدلة» قال :
ليست برسحاء ، ولكن ستهم |
|
ولا بكرواء ، ولكن خدلم (٧) |
و «الشّدقم» بمنزلة الأشدق ، وهو العظيم
__________________
(١) ديوانه ص ١٠٨. والخميصة : كساء معلم ، شبه شعرها به ، الجريال : لون الذهب ، النضير : الذهب.
(٢) العلابط : اللبن الخاثر الغليظ المتلبّد.
(٣) الستهم : العظيم الاست.
(٤) الزرقم : الشديد الزرقة.
(٥) الفسحم : الواسع الصدر.
(٦) الدردم : الناقة المسنّة.
(٧) الرجز بلا نسبة في المنصف ٣ / ٢٥ ؛ واللسان والتاج (كرا) و (خدل) و (زلل).