الشّدق. و «الشّجعم» لتأكيدهم به «الشّجاع» ، في مثل قوله :
الأفعوان ، والشّجاع ، الشّجعما (١)
فهو من لفظه ، وفي معناه.
وزيدت أيضا في المضمرات ، في «أنتما» و «أنتم» ، و «قمتما» و «قمتم» ، و «ضربكما» و «ضربكم» ، و «هما» و «هم» ، علامة على تجاوز الواحد ، ثم لحقت بعد ذلك الألف علامة على التثنية ، والواو علامة على الجميع. والدليل على زيادتها في ذلك أنّه قد تقرّر أنّ ما قبل الميم اسم ، إذا لم ترد التثنية ولا الجمع.
وزيدت ، من الأفعال ، في «تمسكن» و «تمدرع» (٢) و «تمندل» (٣) ، و «تمنطق» (٤) و «تمسلم» و «تمولى علينا» و «مرحبك الله ومسهلك» (٥). وقد حكي «مخرق» و «تمخرق» ، وضعّفهما ابن كيسان ، والصحيح أنّهما لم يثبتا من كلام العرب.
والدليل على زيادتها في الأفعال أنّ «تمسكن» من لفظ «المسكين» ، والميم في «مسكين» زائدة. وكذلك «تمدرع» من لفظ «المدرعة» ، والميم في «المدرعة» أيضا زائدة. وأيضا فإنّ أكثر كلام العرب «تسكّن» و «تدرّع». و «تمندل» من «المنديل» ، والميم في «المنديل» زائدة. «تمنطق» من «النّطاق». و «تمسلم» أي : صار يدعى مسلمة بعد أن كان يدعى بخلاف ذلك. فهو من لفظ «مسلمة» ، والميم في «مسلمة» زائدة. وكذلك «تمولى علينا» أي : تعاظم علينا. فهو من لفظ «المولى» ، والميم في «المولى» زائدة. و «مرحبك الله ومسهلك» من «الرّحب» و «السّهل».
وزعم بعض النحويّين أنّ الميم في «هرماس» و «ضبارم» و «حلقوم» و «بلعوم» و «سرطم» و «صلقم» و «دخشم» و «جلهمة» زائدة ، لأنّ «هرماسا» من أسماء الأسد ، وهو يوصف بأنّه هرّاس ، لأنّه يهرس فريسته.
و «ضبارم» : الأسد الوثيق ، فهو من «الضّبر» وهو شدّة الخلق. و «الحلقوم» من الحلق.
و «البلعوم» : مجرى الطعام في الحلق ، فهو راجع لمعنى البلع. و «السّرطم» : الواسع السريع الابتلاع ، فهو من «السّرط» ، وهو الابتلاع. و «الصّلقم» : الشديد الصراخ ، فهو من «الصّلق» ، لأنّ «الصلق» : الصياح.
و «دخشم» و «جلهمة» : اسمان علمان. فأمّا «دخشم» فمشتق من «دخش يدخش» إذا امتلأ لحما. وأمّا «جلهمة» فمن «جلهة» الوادي هو ما استقبلك منه.
وينبغي عندي أن تجعل الميم في هذا
__________________
(١) ينسب إلى العجاج ، وأبي حيان الفقعسيّ ومساور بن هند العبسيّ (راجع شرح اختيارات المفضل ص ٥٤٦).
(٢) تمدرع : لبس المدرعة.
(٣) تمندل : لبس المنديل.
(٤) تمنطق : شدّ على وسطه النطاق.
(٥) كلمة ترحيب.