مزيدة إلّا في ألفاظ محفوظة ، وأماكن مخصوصة لا تتعدّاها. فهي أقلّ الحروف زيادة لذلك.
١ ـ اللام : أمّا اللّام فإنها تزاد في «ذلك» بفتح التاء وكسرها و «تالك» و «أولالك» و «هنالك». والدليل على زيادتها في هذه الأشياء ، قولهم في معناها : «ذاك» و «تيك» و «أولاك» و «هناك».
وتزاد أيضا في «عبدل» وفي «زيدل» وفي «فحجل» (١). فالدليل على زيادتها في «زيدل» أنّ معناه «زيد» ، وكذلك أيضا «عبدل» دليل زيادة لامه كونه في معنى «عبد».
وزعم أبو الحسن (٢) أنّ معنى «عبدل» : عبد الله. فعلى هذا تحتمل هذه اللّام أن تكون زائدة على «عبد» من «عبد الله».
ويحتمل أن تكون هذه اللّام من «الله» ، فيكون «عبدل» على هذا اسما مركّبا من «عبد» و «الله» ، كما فعلوا ذلك في «عبد الدار» و «عبد قيس» ، فقالوا «عبدريّ» و «عبقسيّ». فلا تكون اللّام على هذا زائدة ، بل هي بعض اسم. إذ لو جعلناها زائدة لوجب أن تكون الراء من «عبدريّ» ، والقاف من «عبقسيّ» ، زائدتين ، والراء والقاف ليسا من حروف الزيادة. وأمّا «فحجل» فالدليل على زيادة لامه أنه في معنى «الأفحج».
وحكى عليّ بن سليمان ، عن أبي العباس المبرّد ، أنّه كان يقول : «العثول» : الطويل اللحية ، وهو مأخوذ من قولهم : ضبعان أعثى ، وضبع عثواء ، إذ كانا كثيري الشّعر. وكذلك يقال للرجل والمرأة. فاللّام من «عثول» زائدة كما أنها في «فحجل» كذلك.
فأمّا «فيشلة» (٣) و «هيقل» (٤) و «طيسل» (٥) فيمكن أن تجعل اللّام فيها زائدة ، لأنه يقال «فيشة» في معنى «فيشلة» ، و «هيق» في معنى «هيقل» ، و «طيس» في معنى «طيسل». ويمكن أيضا أن تجعل اللّام أصليّة والياء زائدة ، لأنّ زيادة الياء أوسع من زيادة اللّام ، فتكون هذه الألفاظ متقاربة وأصولها مختلفة ، نحو «ضيّاط (٦) وضيطار» (٧) و «سبط» و «سبطر» ؛ ألا ترى أنّ الراء لا تزاد ، وأنّ «ضيّاطا» و «ضيطارا» ، و «سبطا» و «سبطرا» : متقاربة ، وأصولها مختلفة.
ولا يحمل «زيدل» إلا على زيادة اللّام ، لأنّ استعمال «زيد» أكثر من استعمال «زيدل». فدلّ ذلك على أنّ «زيدا» هو
__________________
(١) الفحجل : الذي في رجليه اعوجاج.
(٢) هو الأخفش الأوسط.
(٣) الفيشلة : رأس الذّكر.
(٤) الهيقل : ولد النعامة.
(٥) الطّيسل : الكثير من كلّ شيء.
(٦) الضيّاط : الرجل الغليظ.
(٧) الضّيطار : الرجل الغليظ الضّخم.