الأصل ، وأن اللّام زائدة.
وكذلك «فحجل» و «عبدل» اللّام فيهما زائدة ، ولا يجعلان من ذوات الأربعة ، ويجعل «عبد» و «أفحج» من ذوات الثلاثة ، فيكون من باب «ضيّاط وضيطار» ، لأنّ «عبدا» و «أفحج» هما الأصلان ، لكثرة استعمالهما ، وقلّة «عبدل» و «فحجل».
فأمّا «فيشة» و «فيشلة» و «هيق» و «هيقل» و «طيس» و «طيسل» فكلّ واحد من هذه الألفاظ قد كثر استعماله ، فلذلك ساغ تقدير كلّ واحد منهما أصلا بنفسه.
وزعم محمد بن حبيب أنّ اللّام من «عنسل» (١) زائدة ، لأنّه في معنى «عنس».
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه ، من أنّ لامه أصليّة ، وأنه مشتق من «العسلان» وهو عدو الذئب ، والنون زائدة ، لأنّ زيادة النون أسهل من زيادة اللّام ، واشتقاقه واضح لا تكلّف فيه.
وأما «ازلغبّ الفرخ» أي : «زغّب» (٢) فلامه أصليّة ، لأنّ «ازلغبّ» في معنى «زغّب» كثير الاستعمال ، فينبغي أن يجعل أصلا بنفسه ، ولا تجعل اللّام زائدة ، لقلّة زيادة اللّام. وبالجملة فإنّ «ازلغبّ» فعل ، ولا تحفظ زائدة في فعل.
فهذه جملة الألفاظ التي زيدت اللّام فيها.
٢ ـ الهاء : وأمّا الهاء فتزاد لبيان الحركة ، في نحو «فه» و «ارمه». وزعم أبو العبّاس (٣) أنها لا تزاد في غير ذلك. ولذلك لم يجعلها من الحروف الزوائد كما تقدّم. والصحيح أنها تزاد في غير ذلك ، إلّا أنّ ذلك قليل جدّا. فالذي زيدت فيه ، من غير ذلك : «أمّهة» و «هجرع» و «هركولة» و «هبلع» و «أهراح الماشية».
أمّا «أمّهة» ففيها خلاف. فمنهم من جعل الهاء فيه زائدة ، ومنهم من جعلها أصليّة.
فالذي يجعلها زائدة يستدلّ ، على ذلك ، بأنّها في معنى «الأمّ». قال (٤) :
أمّهتي خندف ، والياس أبي
أي : أمّي ، إلّا أنّ الفرق بين «أمّهة» و «أمّ» أنّ أمّهة» إنّما تقع ، في الغالب ، على من يعقل. وقد تستعمل فيما لا يعقل ، وذلك قليل جدّا ، نحو قوله :
قوّال معروف ، وفعّاله |
|
عقّار مثنى ، أمّهات الرّباع (٥) |
و «أمّ» يقع ، في الغالب ، على ما لا يعقل. وقد يقع على العاقل ، نحو قوله :
__________________
(١) العنسل : الناقة السريعة.
(٢) زغّب : نبت الزّغب فيه ، وهو أوّل الرّيش.
(٣) هو المبرّد.
(٤) البيت لقصيّ بن كلاب في شرح الشافية ٢ / ١٨٣ ، وشرح شواهدها ص ٣٠١ ـ ٣٠٨.
(٥) البيت للسفاح بن بكير ، وهو البيت الخامس من المفضلية رقم ٩٢. راجع شرح اختيارات المفضل. ص ١٣٦٣
والرباع : ما نتج في أول الربيع.