جَزَاءً وَلَا شُكُوراً ) (١) أي جزاء يجازوننا به من نفع عاجل ، ولا نريد أن تشكرونا عليه عن الخلق بل فعلناه لله ، قال : والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أظهروه في أنفسهم ، فأخبر الله بإضمارهم وأثنى عليهم ليرغّب في ذلك الراغب.
عن سعيد بن جبير ومجاهد : قال الله سبحانه : ( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً ـ في الوجوه ـ وَسُرُوراً ـ في القلوب ـ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً ـ يسكنونها ـ وَحَرِيراً ـ يلبسونه ويفترشونه ـ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ ـ والأريكة : السرير عليه الحجلة ـ لَا يَرَونَ فِيهَا شَمساً ) (٢) يتأذّون بحرّها.
قال ابن عبّاس : بينا أهل الجنّة في الجنّة إذ يرون نوراً مثل الشمس قد أشرقت له الجنان ، فيقول أهل الجنّة : يا ربّ ، إنّك قلت : ـ وقولك الحقّ ـ في كتابك : ( لَا يَرَونَ فِيهَا شَمساً وَلَا زَمهَرِيراً ) ، فيرسل الله جلّ اسمه جبرئيل فيقول : ليس هذا بشمس ولكن عليّاً وفاطمة ضحكا من شيء أعجبهما فأشرقت الجنان من نور ضحكهما. (٣)
__________________
١ ـ سورة الانسان : ٧ ـ ٩.
٢ ـ سورة الانسان : ١١ ـ ١٣.
٣ ـ أمالي الصدوق : ٢١٢ ح ١١ ، عنه البحار : ٣٥ / ٢٣٧ ح ١.
وأورد في مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ٣٧٣ ـ ٣٧٥.