وأصابا الكفن في دهليز الدار موضوعاً فيه حنوط د أضاء نوره على نور النهار.
وروي أنّ الحسين عليهالسلام قال وقت الغسل : أما ترى خفّة أمير المؤمنين؟
فقال الحسن : يا أبا عبد الله ، إنّ معنا قوماً يعينونا ، فلمّا قضينا صلاة العشاء الآخرة إذا قد شيل مقدّم السرير ، ولم نزل نتّبعه إلى أن وردنا الغريّ ، فأتينا إلى قبر كما وصف عليهالسلام ونحن نسمع خفق أجنحة كثيرة وضجّة وجَلَبة (١) ، فوضعنا السرير وصلّينا على أمير المؤمنين عليهالسلام كما وصف لنا ، ونزلنا قبره فأضجعناه في لحده ، ونضّدنا عليه اللبن.
وفي الخبر عن الصادق عليهالسلام : فأخذنا اللبنة من عند رأسه بعدما أشرجنا عليه اللبن ، وإذا ليس في القبر شيء ، وإذا هاتف يهتف : أمير المؤمنين عليهالسلام كان عبداً صالحاً ، فألحقه الله بنبيّه صلىاللهعليهوآله ، وكذلك يفعل بالأوصياء بعد الأنبياء ، حتى لو أنّ نبيّاً مات بالمشرق و [ مات ] (٢) وصيّه بالمغرب لألحق الله الوصيّ بالنبيّ.
وفي خبر عن اُمّ كلثوم بنت علي عليهالسلام : فاشنقّ القبر عن ضريح فإذا هم بساجة (٣) مكتوب عليها بالسريانيّة :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا قبر حفره نوح لعليّ بن أبي طالب وصيّ
__________________
١ ـ الجلبة ـ بالتحريك ـ : اختلاط الصوت.
٢ ـ من المناقب.
٣ ـ الساجة : الطيلسان الواسع المدوّر.