رأسه ، ثمّ أتى إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه.
واحتمل عبيدة رضي الله عنه وبه رمق ، وحملاه عليّ وحمزة وأتيا به رسول الله صلىاللهعليهوآله ومخّ ساقه يسيل ، فاستعبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عبيدة : ألست أوّل شهيد من أهل بيتك؟ قال : بلى ، أنت أوّل شهيد من أهل بيتي. (١)
رجعنا إلى تمام القصّة :
فلمّا رأيا رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسلا غلاماً لهما يدعى عدّاس معه عنب ـ وهو نصرانيّ من أهل نينوى ـ ، فلمّا جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له رسول الله : من أيّ أرض أنت؟
قال : من أهل نينوى.
قال صلىاللهعليهوآله : من مدينة الرجل الصالح يونس بن متّى؟
فقال عدّاس : وما أعلمك بيونس؟
قال صلىاللهعليهوآله : أنا رسول الله ، والله تعالى أخبرني بخبره ، فلمّا أخبره بما أخبره الله به من شأن يونس خرّ عدّاس ساجداً لرسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) ، وجعل يقبّل قدميه وهما تسيلان دماً ، فلمّا نظر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا ، فلمّا أتاهما قالا : ما شأنك سجدت لمحمد ، وقبّلت قدميه ، ولم نرك فعلت بأحدٍ منّا ذلك؟
__________________
١ ـ انظر في وصف هذا الموقف في غزوة بدر : تفسير القمّي : ١ / ٢٦٥ ، مجمع البيان : ٢ / ٥٢٧ ، مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ١١٩ ، عنها البحار : ١٩ / ٢٥٤ ح ٣ وص ٢٢٥ وص ٢٩٠.
٢ ـ في إعلام الورى : ساجداً لله.