وروى أيضاً أن الذي يغسّله جدّه الحسين عليهالسلام (١).
أقول : كلّ ما جاء فيه تقدير مدّة ملك الحجّة : عجّل الله فرجه على اختلاف ألفاظه يدلّ على وقوع الرجعة ؛ فإن الضرورة عقلاً وديناً قاضية بأنه لا تخلو الأرض من حجّة لله ، إمّا ظاهر أو مستتر. وأجمعت الفرقة فتوًى ونصّاً (٢) على أن الإمام لا يلي أمره إلّا الإمام ، فإذا مات القائم : عجّل الله فرجه فلا بدّ من أن يكون حينئذٍ أحد من آبائه الأئمّة عليهمالسلام موجوداً في الدنيا ؛ ليلي أمره ويقوم بحجج الله بعده. وسيتلى عليك بعض أخبار مدّة ملكه إن شاء الله الرحمن ، فترقّب إني وإيّاكم لرحمة ربّي من المترقّبين.
ومنه بسنده عن جعفر بن محمّد بن قولويه : في مزاره (٣) بسنده عن المؤتمن الجليل المفضّل بن عمر : في وصف زوّار الحسين عليهالسلام : في الرجعة ـ ويُنزل الله على زوّار الحسين عليهالسلام : غدوة وعشيَّة من طعام الجنَّة ، وخدّامهم الملائكة ، لا يسأل اللهَ عبدٌ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أعطاها إيّاه.
قال : قلت : هذه والله الكرامة. قال عليهالسلام يا مفضَّل : أزيدك؟
قلت : نعم يا سيّدي. قال عليهالسلام كأنّي بسرير من نور قد وضع ، وقد ضربت عليه قبَّة من ياقوتة حمراء مكلَّلة بالجوهر ، وكأنّي بالحسين عليهالسلام : جالساً على ذلك السرير ، وحوله تسعون ألف قبَّة خضراء وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلِّمون عليه ، فيقول الله تعالى لهم : أوليائي ، سلوني ، فطالما اوذيتم وذلِّلتم واضطُهدتم ، فهذا يوم لا تسألونني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا قضيتها لكم. فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة ، فهذه والله الكرامة (٤).
ومنه بسنده عن كتاب ( المشيخة ) للحسن : عن محمّد بن سلام : عن أبي جعفر عليهالسلام
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٣.
(٢) رجال الكشّي ٢ : ٧٦٤ / ٨٨٣ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٧٠ / ٢٩.
(٣) كامل الزيارات : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ / ٣٩٠.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ١٩٣ ـ ١٩٤ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٦٥ / ٥٣.