الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرُّها أمير المؤمنين عليهالسلام. فقلت : وإنها لكرّات؟ قال نعم ، إنها لكرّات وكرّات ، ما من إمام في دين إلّا ويكرُّ معه البرُّ والفاجر في دهره ، حتّى يديل الله المؤمن على الكافر ، وإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين عليهالسلام : في أصحابه ، وجاء إبليس : في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها الروحاء ، قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يُقتَتَل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب عليٍّ : م أمير المؤمنين عليهالسلام : قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات ، فعند ذلك يُهبط الجبّارُ عزوجل في ظلل من الغمام الملائكة (١) وقضي الأمر ورسولَ الله صلىاللهعليهوآله : إمامهم (٢) بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس : رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول ( إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ ) (٣) الآية فيلحقه النبيّ صلىاللهعليهوآله : فيطعنه طعنة بين كتفيه تكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يُعبد الله عزوجل ولا يشرك به شيئاً ، ويملك أمير المؤمنين عليهالسلام : أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتّى يلد الرجل من شيعة عليٍّ عليهالسلام : ألف ولد من صلبه ذكراً في كلِّ سنة ذكراً ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله (٤).
ومنه بسنده عن يونس بن ظبيان : عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال إن الَّذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليهماالسلام ، فأمّا يوم القيامة ، فإنّما هو بعث إلى الجنة ، وبعث إلى النار (٥).
__________________
(١) في المخطوط : ( والملائكة ).
(٢) في المصدر : « فعند ذلك يُهبط الجبار عزوجل في ظل من الغمام والملائكة وقضي الأمر رسولَ الله صلىاللهعليهوآله بيده حرية من نور .. ».
(٣) الأنفال : ٤٨.
(٤) مختصر بصائر الدرجات : ٢٦ ـ ٢٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٢ / ١٢.
(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٢٧ ، بحار الأنوار ٥٣ : ٤٣ / ١٣.