الحادي والأربعون : ظاهر ما رواه الصدوق : في ( العلل ) (١) و ( العيون ) (٢) ، بسنده إلى علل الفضل بن شاذان : عن الرضا عليهالسلام : في حديث طويل قال فيه فإن قال : لم جعل أصل الصلاة ركعتين؟ ولم زيد على بعضها ركعة ، وعلى بعضها ركعتان ، ولم يزد على غيرها شيء؟ قيل : لأن الصلاة إنما هي ركعة واحدة ، لأن أصل العدد واحد ، فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة ، فعلم الله تعالى أن العباد لا يؤدُّون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقلَّ منها بكمالها وتمامها والإقبال عليها ، فقرن إليها ركعة ليُتمَّ بالثانية ما نقص من الاولى ، ففرض الله تعالى أصل الصلاة ركعتين.
ثمَّ علم رسول الله صلىاللهعليهوآله : أن العباد لا يؤدّون هاتين الركعتين بتمام ما أُمروا به وكماله ، فضمَّ إلى الظهر والعصر والعشاء ركعتين ركعتين ، ليكون فيهما تمام الركعتين الأُوليين.
ثمّ علم أن صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر ؛ للانصراف إلى الأوطان ، والأكل ، والوضوء ، والتهيئة للمبيت ، فزاد فيها ركعة واحدة ؛ لتكون أخفَّ عليهم ، ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فرداً. ثمَّ ترك الغداة على حالها ؛ فإن الاشتغال في وقتها أكثر ، والمبادرة إلى الحوائج فيها أعمُّ ، ولأن القلوب فيها أخلى من الفكر لقلَّة معاملات الناس بالليل ولقلَّة الأخذ والعطاء ، فالإنسان فيها أقبل على الصلاة منه في غيرها من الصلوات ؛ لأن الفكر أقلُّ لعدم العمل من الليل.
فإن ظاهره أن صلاة الصبح في الليل.
الثاني والأربعون : ما في ( البحار ) نقلاً من ( معاني الأخبار ) بسند صحيح عن زرارة : قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : عمّا فرض الله عزوجل من الصلاة ، فقال خمس صلوات في الليل والنهار. قلت : هل سمّاهنّ الله تعالى وبيّنهنّ في كتابه؟ قال نعم قال تعالى لنبيّه ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) ، ودلوكها : زوالها ، ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهنّ وبيَّنهنّ ووقَّتهنّ. وغسق الليل : انتصافه ، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) (٣) ، فهذه الخامسة.
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٠٧ ـ ١٠٨.
(٣) الإسراء : ٧٨.