وهي : شرطان ، بطين ، ثريّا ، دبران ، هقعة ، هنعة ، ذراع ، نثرة ، الطرف ، جبهة ، زبرة ، صرفة ، عوّا ، سماك ، غفر ، زبانى ، إكليل ، قلب ، شولة ، نعائم ، بلدة ، سعد الذابح ، سَعد بُلع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، الفرغ المقدّم ، الفَرغ المؤخّر ، بطن الحوت.
واعلم أن العرب نظروا في حال القمر فوجدوه قد قطع الفلك في قريب من ثلاثين يوماً ، ووجدوه قد استتر في يومين منها بالتقريب ، فقسّموا الفلك وهو اثنا عشر برجاً على ثمانٍ وعشرين منزله فأصاب كلّ برج منها منزلتين وثلثاً. ثمّ نظروا في حال الشمس فوجدوها قد قطعت كلّ منزله في ثلاثة عشر يوماً تقريباً.
وإنما عرفوا ذلك من جهة مرور كلّ منزلة تحت شعاع الشمس بالغدوات ، فإذا جمعوا أيّام المنازل بلغت ثلاثمائة وأربعة وستّين يوماً ، ووجدوا الشمس تعود إلى كلّ منزلة بعد قطع المنازل في ثلاثمائة وخمسة وستّين يوماً ، فزادوا في أيام الغَفر يوماً واحداً.
وعند المحقّقين أن السنة الشمسيّة ثلاثمائة وخمسة وستّون يوماً وربع يوم ، والقمريّة ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً وخمس وسدس يوم.
وكان العرب أشدّ الناس اعتناءً بضبط المنازل ومعرفة الكواكب ، قيل لأعرابي : ما أعرفك بالنجوم! فقال : من ذا الذي لا يعرف أجذاع بيته (١).
الفصل الثاني : في تحقيق هذه المنازل :
أمّا الشّرَطان ، فكوكبان نيّران معترضان من الشمال إلى الجنوب بينهما قاب قوسين ، وبقرب الجنوبيّ منهما من شرقيّة كوكب صغير بينهما قدر نصف ذراع في الرؤية ، وتسمي العرب الثلاثة أشراطاً.
وأمّا البُطَين ، فثلاثة كواكب على هيئة مثلّث متساوي الأضلاع كالأثافي ، وبينه وبين الشرطين قدر رمح في رؤية العين.
وأمّا الثريا ، فستّة كواكب ، وقيل : سبعة صغار مجتمعة كعنقود عنب ، وتسمى
__________________
(١) ربيع الأبرار ١ : ٨٧ / ٢٤.