وَنَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ ) .
فهذان الخبران
عبّر فيهما بالجمع ، والأصل الحقيقة ، فلا بدّ أن ينال كلّ واحد منهم ما ذكر
حقيقة. والله أكرم من أن يبعث أحداً منهم يوم القيامة بغيظه لم ينتصر من عدوّه ،
ولم تظهر له في الدنيا دولة عزّ يعبد الله فيها جهراً ، كما عبده سرّاً ؛ لما فيه
من شائبة نقص ؛ لعدم استكمال جميع رتب الكمال ، وهم أكرم على الله من ذلك.
ومنها : ما في ( الكافي ) أن أبا جعفر عليهالسلام : نظر إلى أبي عبد الله عليهالسلام : يمشي ، فقال أترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزوجل ( وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) .
ومن ( المعاني
) عن الصادق عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله : نظر إلى علي : والحسن : والحسين : عليهماالسلام فبكى ، وقال : أنتم المستضعفون بعدي.
فقيل للصادق عليهالسلام : ما معنى ذلك يا ابن رسول الله :؟ فقال معناه أنكم
الأئمَّة بعدي ، إن الله عزوجل يقول ( وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ).
ثمّ قال : فهذه
الآية جارية فينا إلى يوم القيامة .
وفي ( المجالس
) عنه عليهالسلام أنه قال في هذه الآية هي لنا وفينا .
وقال القمّيّ :
أخبر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بما لقي موسى عليهالسلام : وأصحابه من فرعون : من القتل والظلم ، ليكون تعزية له
فيما يصيبه في أهل بيته صلّى الله عليه وعليهم من أُمّته ، ثمّ بشّره بعد تعزيته
بأنه يتفضّل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمّة على أُمّته ، وبردّهم
إلى الدنيا مع أعدائهم حتّى ينتصفوا منهم ، فقال ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) . قال : وقوله :
__________________