ومن ( القمّيّ ) في قوله تعالى : ( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ : فِي الْكِتابِ ) (١) ، أي أعلمناهم. ثم انقطعت مخاطبة بني إسرائيل وخاطب الله امَّة محمَّد صلىاللهعليهوآله ، فقال ( لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) ، يعني : فلانا وفلانا وأصحابهما ونقضهما العهد ، ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ) ، يعني : ما ادّعوه من الخلافة.
( فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ) ، يعني : يوم الجمل ، ( بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ، يعني : م أمير المؤمنين : صلوات الله عليه وأصحابه ، ( فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ) ، أي طلبوكم وقتلوكم ، ( وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً ) ، يعني : يتمّ ويكون.
( ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) ، يعني : م لبني أُميَّة : على آل محمّد : صلى الله عليهم ، ( وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) من الحسن : والحسين : ابني علي : صلوات الله عليهم وأصحابهما ، فقتلوا الحسين بن علي : عليهماالسلام وسبوا نساء آل محمَّد صلىاللهعليهوآله.
( فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ) ، يعني : م القائم عليهالسلام : وأصحابه ، ( لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ ) يعني : يسوِّدون وجوههم ، ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ، يعني : م رسول الله : وأصحابه وأمير المؤمنين ، ( وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً ) ، يعني : يعلون عليكم فيقتلونكم.
ثمّ عطف على آل محمَّد : صلوات الله عليهم فقال ( عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ) ، أي ينصركم على عدوِّكم. ثمّ خاطب بني أُميَّة ، فقال ( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا ) ، يعني : إنْ عدتم بالسفيانيّ : عدنا بالقائم : من آل محمّد ، صلّى الله عليهم (٢) الخبر ، وقد ذكر.
ومنه : عن ( الغيبة ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام : م آل محمّد : يبعث الله مهديَّهم بعد جهدهم ، فيعزُّهم ويذلُّ أعداءهم (٣).
وفي ( نهج البلاغة ) قال عليهالسلام لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا ـ ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
__________________
(١) الإسراء : ٤ ـ ٨.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ : ١٣ ـ ١٤.
(٣) الغيبة ( الطوسي ) ١٨٤ / ١٤٣ ، وفيه : « عدوَّهم ».