وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (١) (٢).
فهذان الخبران عبّر فيهما بالجمع ، والأصل الحقيقة ، فلا بدّ أن ينال كلّ واحد منهم ما ذكر حقيقة. والله أكرم من أن يبعث أحداً منهم يوم القيامة بغيظه لم ينتصر من عدوّه ، ولم تظهر له في الدنيا دولة عزّ يعبد الله فيها جهراً ، كما عبده سرّاً ؛ لما فيه من شائبة نقص ؛ لعدم استكمال جميع رتب الكمال ، وهم أكرم على الله من ذلك.
ومنها : ما في ( الكافي ) أن أبا جعفر عليهالسلام : نظر إلى أبي عبد الله عليهالسلام : يمشي ، فقال أترى (٣) هذا؟ هذا من الذين قال الله عزوجل ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٤) (٥).
ومن ( المعاني ) عن الصادق عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله : نظر إلى علي : والحسن : والحسين : عليهماالسلام فبكى ، وقال : أنتم المستضعفون بعدي.
فقيل للصادق عليهالسلام : ما معنى ذلك يا ابن رسول الله :؟ فقال معناه أنكم الأئمَّة بعدي ، إن الله عزوجل يقول ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ).
ثمّ قال : فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة (٦).
وفي ( المجالس ) عنه عليهالسلام أنه قال في هذه الآية هي لنا وفينا (٧).
وقال القمّيّ : أخبر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله بما لقي موسى عليهالسلام : وأصحابه من فرعون : من القتل والظلم ، ليكون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته صلّى الله عليه وعليهم من أُمّته ، ثمّ بشّره بعد تعزيته بأنه يتفضّل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمّة على أُمّته ، وبردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتّى ينتصفوا منهم ، فقال ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٨). قال : وقوله :
__________________
(١) القصص : ٥.
(٢) نهج البلاغة : ٦٩٧ / الحكمة : ٢٠٩.
(٣) في المصدر : « ترى ».
(٤) القصص : ٥.
(٥) الكافي ١ : ٣٠٦ / ١.
(٦) معاني الأخبار : ٧٩ / ١.
(٧) الأمالي ( الصدوق ) : ٨٧ / ٢٦ ، وفيه : « أوفينا ».
(٨) القصص : ٥.