إلى أن قال ثمّ يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ نسفاً.
قال المفضّل : يا سيّدي ، ذلك آخر عذابهما؟ قال هيهات يا مفضَّل ، والله ليردنَّ ، وليحضرنَّ السيِّدُ الأكبر محمَّدٌ رسول الله صلىاللهعليهوآله : والصدِّيق الأكبر أمير المؤمنين : وفاطمة : والحسن : والحسين : والأئمّة عليهمالسلام إماماً إماماً (١) ، وكلُّ من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، وليقتصن (٢) منهما بجميع [ فعلهما (٣) ] ، وليقتلان في كلِّ يوم وليلة ألف قتلة ، ويردّان إلى ما شاء الله (٤) الخبر.
إلى أن قال : قال المفضل : ثمّ ماذا يعمل المهديّ : يا سيّدي؟ قال عليهالسلام يثوِّر سراياه إلى السفيانيّ : إلى دمشق ، فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ، ثمّ يظهر الحسين بن علي عليهماالسلام : في اثني عشر ألف صدِّيق واثنين وسبعين رجلاً من الَّذين قتلوا معه يوم عاشوراء ، فيا لك عندها من كرّة زهراء ، ورجعة بيضاء!.
ثمّ يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتنصب له القبّة البيضاء على النجف ، وتقام أركانها : ركن بالنجف ، وركن بهَجَر ، وركن بصنعاء اليمن ، وركن بأرض طيبة ، لكأنّي (٥) أنظر إلى مصابيحها تشرق في السماء والأرض كأضوإ من الشمس والقمر ، فعندها تُبلى السرائر و ( تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ، وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) (٦).
ثمّ يظهر السيّد الأكبر الأجلُّ محمَّد صلىاللهعليهوآله : في أنصاره والمهاجرين إليه ومن آمن به وصدَّقه واستشهد معه ، ويحضر مكذِّبوه والشاكُّون فيه والرادُّون عليه (٧) ، والقائلون : إنه ساحر أو كاهن أو مجنون ومعلّم أو (٨) شاعر وناطق عن الهوى ، ومن حاربه وقاتله ؛ حتّى يقتصَّ منهم بالحقِّ ،
__________________
(١) قوله : « إماماً إماماً » ، ليس في المصدر.
(٢) في المصدر : « وليقتص ».
(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : « المطالب ».
(٤) في المصدر : « ربهما » بدل : « الله ».
(٥) في المصدر : « فكأني ».
(٦) الحجّ : ٢.
(٧) في المصدر : « والمكفّرون » ، بدل : « والرادّون عليه ».
(٨) في المصدر كلّ ذلك بالعطف بالواو بدل : « أو ».